( 380 ) من التفسير. ومن الجدير بالذكر أنّالعلاّمة المجلسي هو أوّل من فتح هذا الباب على مصراعيه في جمع موضوعات القرآن والبحث عنها بحثاً قرآنياً. فانّ ما وصل إلينا من القدماء هو تخصيص موضوع خاصّ بالتفسير، وأمّا غوّاص بحار درر الاَحاديث الشيخ محمد باقر المجلسي، (المتوفّى عام 1111هـ)، اتّبع هذا المنهج في جميع أبواب كتابه وموسوعته النادرة، فجمع الآيات المربوطة بكلّموضوع في أوّل الاَبواب وفسّرها تفسيراً سريعاً، و هذه الخطوة وإن كانت قصيرة لكنّها جليلة في عالم التفسير، وقد قام بذلك مع عدم توفّر المعاجم القرآنية الرائجة في هذه الاَعصار. وتجدر الاِشارة إلى أنّ جهاز الكمبيوتر الذي ثبتت له قدرة كبرى في عملية فرز المعلومات وتجميعها وتحضيرها وبالتالي تقديم تسهيلات هامّة في مجال التحقيق العلمي في شتّى حقول المعرفة... لو أنّ هذا الجهاز الفعّال استخدم في مجال التفسير الموضوعي لحصل الباحث على نتائج باهرة. وكلّ أملنا أن تهتمّ الشخصيّات والموَسسات المهتمة بالمسائل القرآنيّة بهذا الاقتراح، أو توليه المزيد من العناية به لنستطيع مواكبة العصر الحديث في تقدّمه الصاعد وتلبية حاجاته الماسّة الملحّة. الشيعة و التفسير الترتيبي قد تعرّفت على منهج التفسير الموضوعي فهلمّ معي ندرس المنهج الرائج بين المفسّرين وهو المنهج الترتيبي، وأظنّأنّ القارىَ في غنى عن تعريفه لشيوعه. وقد قام المسلمون بهذا النمط من التفسير على اختلاف مشاربهم في تفسير القرآن،