( 379 ) من الموضوعات الهامّة التي تداولتها أقلام المحقّقين في العصر الحاضر بالبحث والتحقيق، و من راجع المكتبات العربية، أو استعرض فهارس مكتبات العالم يقف على مجموعة كبيرة من الكتب تبحث عن موضوعات قرآنيّة حسب التفسير الموضوعي، وبما أنّ الهدف هنا الاِيجاز تركنا التفصيل في ذلك. التفسير الموضوعي في العصر الحاضر لقد استقطب "التفسير الموضوعي" للقرآن الكريم في العصر الحاضر قسطاً كبيراً من اهتمام العلماء نظراً لاَهميّة هذا النهج من التفسير ومساعدته على درك المفاهيم القرآنيّة، والمعارف الاِلهية الدقيقة العميقة، فانّ القرآن كما أسلفنا ذكر هذه المعارف بصورة متفرّقة تبعاً للمناسبات، ولو جمعت هذه المعارف في محل، ثمّ درس المفهوم القرآني المعيّن في ضوء كلّما يرتبط به من آيات، لاَمكن الحصول على فكرة متكاملة وصورة شاملة لذلك المفهوم. ولهذا اندفع العلماء المهتمون بالثقافة القرآنية في عصرنا هذا إلى خوض هذا الميدان الشريف الهام بمختلف الصور، وأتوا بنتائج طيّبة، وأثمرت جهودهم ثماراً يانعة، ومن وقف على الدراسات القرآنيّة في جامعة "قم" يرى أنّلهذا القسم من الدراسات قسطاً كبيراً. وقد اتّبعنا هذا المنهج منذ عام (1389هـ) و كانت حصيلة هذه السنوات عشرة أجزاء من التفسير الموضوعي تحت عنوان "مفاهيم القرآن"، تناولت بالترتيب قضايا التوحيد والشرك، والحكومة الاِسلامية، والاَسماء والصفات، والنبوة العامّة والخاصّة، ،وما يرتبط بالسيرة النبوية في ضوء القرآن الكريم ولقد لقيت هذه الدراسات إقبالاً واسعاً ممّا يكشف عن أهمية هذا المنهج