( 571 ) عَلَيْهِ مِنْ خَيْل وَلاَ رِكَاب وَلَكِنَّ اللّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيء قَدِيرٌ )(الحشر: 6). ويدلّ عليه أيضاً ما ورد عن الإمام الصادق جعفر بن محمّد ـ عليه السلام ـ إذ قال: "الأنفالُ ما لم يُوجفُ عليه بخيل ولا ركاب، أو قوم صالحُوا، أو قوم أعطُوا بأيديهم، وكُلّ أرض خربة وبُطونُ الأودية فهو لرسُول اللّه صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم وهو للإمام من بعده يضعُهُ حيثُ يشاءُ" (1). وما ورد عن الإمام الكاظم موسى بن جعفر ـ عليه السلام ـ أنّه قال: "ولهُ [أي للإمام ]بعد الخُمس الأنفالُ والأنفالُ كُلّ أرض خربة باد أهلُها وكُلّ أرض لم يُوجف عليها بخيل ولا ركاب ولكن صالحُوا صُلحاً وأعطُوا بأيديهم على غير قتال، ولهُ رُؤُوس الجبال وبُطونُ الأودية والآجام وكُلّ أرض ميتة لاربّ لها، ولهُ صوافي الملوك ما كان في أيديهم من غير وجه الغصب لأنّ الغصب كُلّهُ مردود [أي على صاحبه الحقيقي] وهُو وارثُ من لا وارث لهُ" ثمّ قال: "والأنفالُ إلى الوالي" (2). إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة الواردة في هذا الشأن. وتشكّل هذه المصادر الطبيعيّة أضخم ثروة ماليّة خاصّة في مناطق العالم الإسلاميّ، فيكفي أن نعرف أنّ إيران وحدها تملك (19) مليون هكتار من الغابات الغنيّة بالأخشاب التي قدّرت بـ (300) مليون متر مكعّب من الخشب القابل للانتفاع، هذا مضافاً إلى ما تعطيه أشجار الغابات من الثمار والمواد التصنيعيّة والكيمياويّة التي تشكّل بنفسها أعظم ثروة طبيعيّة وأضخم مورد ماليّ (3). بل يكفي أن نعلم أنّ العالم الإسلاميّ ينتج (66%) من مجموع ما ينتجه العالم من الزيت الخام [النفط] وحده، كما أنّ لدينا احتياطيّ ضخم من المعادن كما تنتج (70%) ممّا ينتجه العالم من المطّاط الطبيعيّ و (40%) ممّا ينتجه العالم من الجوت الطبيعيّ، ــــــــــــــــــــــــــــ 1- وسائل الشيعة 6:364، 365ـ366. 2- وسائل الشيعة 6:364، 365ـ366. 3- راجع كتاب الأنفال أو الثروات العامّة.