( 564 ) وأيّما رجل من أدنى المسلمين أو أفضلهم نظر إلى أحد من المشركين فهو جار حتّى يسمع كلام اللّه فإن تبعكم فأخوكم في الدّين،وإن أبى فأبلغوه مأمنه واستعينوا باللّه"(1). وقال ـ عليه السلام ـ أيضاً: "إنّ النبيّ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم كان إذا بعث أميراً له على سريّة أمره بتقوى اللّه عزّ وجلّ في خاصّة نفسه ثمّ في أصحابه عامّةً ثمّ يقول: اغز باسم اللّه وفي سبيل اللّه، قاتلوا من كفر باللّه. . لا تغدروا. . ولاتغلوا. . ولا تمثّلوا. . ولا تقتلوا وليداً. . ولا متبتّلاً في شاهق، ولا تحرقوا النّخل، ولا تغرقوه بالماء، ولا تقطعوا شجرة مثمرةً ولا تحرقوا زرعاً لأنّكم لا تدرون لعلّكم تحتاجون إليه، ولا تعقروا من البهائم يؤكل لحمه إلاّ ما لا بدّ لكم من أكله، وإذا لقيتم عدوّاً للمسلمين فادعوهم إلى إحدى ثلاث فإن هم أجابوكم فاقبلوا منهم وكفّوا عنهم: ادعوهم إلى الإسلام فإن دخلوا فيه فاقبلوا منهم وكفّوا عنهم، وإن أبوا أن يهاجروا واختاروا ديارهم وأبوا أن يدخلوا في ديار الهجرة، كانوا بمنزلة أعراب المؤمنين يجري عليهم ما يجري على أعراب المؤمنين ولا يجري لهم في الفيء ولا في القسمة شيئاً إلاّ أن يهاجروا [ يجاهدوا ] في سبيل اللّه. فإن أبوا هاتين فادعوهم إلى إعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون فإن أعطوا الجزية فاقبل وكفّ عنهم وإن أبوا فاستعن باللّه عزّ وجلّ عليهم وجاهدهم في اللّه حقّ جهاده ... الخ"(2). وكان عليّ بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ إذا بعث سرية ولّي أمرها رجلاً ثمّ قال له: "أُوصيك بتقوى اللّه الّذي لا بدّ لك من لقائه ولا منتهى لك دونه وهو يملك الدّنيا والآخرة وعليك بالّذي بعثت له، وعليك بالّذي يقرّبك إلى اللّه عزّ وجلّ فإنّ فيما عند اللّه خلفاً من الدّنيا" (3). إلى غير ذلك من التعليمات والوصايا التي تكشف عن أهداف النظام العسكريّ ــــــــــــــــــــــــــــ 1- وسائل الشيعة 11:42 ـ 43. 2- وسائل الشيعة 11:45 ـ 46، وتاريخ اليعقوبيّ 2:59. 3- الخراج :16.