( 563 ) وغزو الشعوب واستعمارها، واستغلالها، بل يتركّز في أحد أمرين: 1 ـ الدفاع عن حدود البلاد الإسلاميّة وحماية الاُمّة من غزو الغزاة، وعدوان الأعداء. 2 ـ تحرير المستضعفين وإنقاذهم من ظلم اُمرائهم وملوكهم. . ليختاروا ما يشاؤون من دين، ويتّخذوا بإرادتهم ما يريدون. وهذا ما أعلن عنه المسلمين يوم أرادوا فتح إيران وانقاذ أهلها من ظلم ملوكهم، وحيفهم. فقد قال مندوب المسلمين لمّا سأله الأمير الايرانيّ رستم عن سبب تحرّكهم العسكريّ نحو إيران، وسأله عن الدين الذي يحملونه ويبشّرون به: "هو دين الحقّ وعموده الذي لايصلح إلاّ به فشهادة أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّداً رسول اللّه. . وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة اللّه، والناس بنو آدم وحوا، اخوة لأب واُمّ " (1). تعاليم إنسانيّة في الحرب ولذلك نجد للإسلام تعليمات إنسانيّة عظيمة للجنود والمقاتلين تكشف عن أهداف الحروب الإسلاميّة وغاياتها السامية، فها هو النبيّ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم كلّما أراد أن يبعث جيشاً إلى موضع من المواضع وصّاه بوصايا تفوح منها رائحة الرحمة والإنسانيّة، فعن الإمام الصادق جعفر بن محمّد ـ عليه السلام ـ قال: "كان رسُولُ اللّهصلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم إذا أراد أن يبعث سريّةً دعاهُم فأجلسهُم بين يديه ثُمّ يقُولُ: سيروا بسم اللّه وباللّه وفي سبيل اللّه وعلى ملّة رسول اللّه لا تغلوا ولا تمثّلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا صبيّاً، ولا امرأةً ولا تقطعوا شجراً إلاّ أن تضطروا إليها ــــــــــــــــــــــــــــ 1- الكامل لابن الأثير 1:319 وفي رواية اُخرى قال: اللّه جاء بنا وهوبعثنا لنخرج من يشاء من عباده من ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .راجع الكامل 1:320.