(36) 5 ـ اسم الله السلام من أي الأقسام: يأتي الكلام حول اسم الله (السلام) في أول الفصول العشرة في بحثٍ ضافٍ، بعد ذكر عدد أسماء الله الحسنى، المعدود منها السلام، حول معانيه الأربعة التي انتزعناها من قول الشيخ الصدوق، وابن فهد طاب ثراهما، وغيرهما وعلقنا عليه. وأما السؤال: بأن اسم الله السلام من أي الأقسام؟ فقد عرفت أنه من السلام في القرآن (1)، ومعناه على ما نقل ابن فارس من كلام أهل العلم: أن الله جل ثناؤه هو السلام لسلامته عما يلحق المخلوقين من العيب والنقص والفناء (2). ولا يخفى أنه من أحد المعاني الأربعة الآنف ذكرها، فاسم الله السلام من قسم السلام في القرآن، وستعرف عند سرد الأحاديث أنه منصوص عليه فيها أيضاً، وإذا اعتبرنا نقل ابن فارس كلام أهل العلم بصفة أنه لغوي وتقريره له فيكون من قسم السلام في اللغة أيضاً، وكيف كان، فالذي يصح إطلاقه عليه تعالى من معاني السلام وآثاره المئة المتقدم ذكرها، ما دل منها على التقديس والتنزيه، وبمعنى الأمان، وغير ذلك من المعاني الجائز إطلاقها شرعاً وعقلاً عليه تعالى، لا كل معنى للسلام في اللغة، وقد صرح فيها أن من معاني السلام الصحة والعافية (3)، فلا يقال: (يا سلام يا الله) بمعناهما اللغوي المطلق، لأنه لا يقال له تعالى: (يا صحيح): لما لهذه الكلمة من دلالة عروض السقم والمرض وشأنية تلك الخاصة بالمخلوق، وتعالى الله عن كل صفة تعرض للمخلوقين. *** ____________ 1 ـ الحشر: 23. 2 ـ معجم مقاييس اللغة 3 | 90 ـ 91 ـ سلم ـ. 3 ـ المصدر نفسه. وسيأتي مزيد من التوضيح في (السلام اسم من أسماء الله الحسنى).