(235) عن البطائني قال: خرج موسى بن جعفر (عليه السلام) في بعض الأيام من المدينة إلى ضيعة له خارجة عنها، فصحبته وكان راكباً بغلة وأنا على حمار، فلما صرنا في بعض الطريق اعتَرَضَنا أسد فأحجمتُ خوفاً، وأقدم أبو الحسن غير مكترث به، فرأيت الأسد يتذلل لأبي الحسن ويهمهم، فوقف له أبو الحسن كالمصغي إلى همهمته، ووضع الأسد يده على كفل بغلته، وخفت من ذلك خوفاً عظيماً، ثم تنحى الأسد إلى جانب الطريق، وحول أبو الحسن وجهه إلى القبلة وجعل يدعو، ثم حرك شفتيه بما لم أفهمه، ثم أومأ إلى الأسد بيده أن امض، فهمهم الأسد همهمةً طويلةً وأبو الحسن يقول: آمين آمين، وانصرف الأسد حتى غاب عن أعيننا، ومضى أبو الحسن بوجهه واتبعته، فلما بعدنا عن الموضع لحقته فقلت: جعلت فداك ما شأن هذا الأسد؟ فلقد خفته والله عليك، وعجبت من شأنه معك. قال: إنه خرج يشكو عسر الولادة على لبوته، وسألني أن أدعو الله ليفرج عنها، ففعلت ذلك، وأُلقي في روعي أنها ولدت له ذكراً، فخبرته بذلك، فقال لي: امض في حفظ الله فلا يسلط الله عليك وعلى ذريتك وعلى أحد من شيعتك شيئاً من السباع، فقلت: آمين (1). ونظيرها قصة الفرس مع أمير المؤمنين (عليه السلام) حين وصوله إلى المكان الخاوي وقول الفرس له: (إنه قد حُفر ودبّر عليك) قد رواها الشيخ الطبرسي (2). وكذا قول الطنبور له، (عليه السلام)، رواه المحدث القمي عن رسالة قبائح الخمر للأمير صدر الدين الدشتكي، نقل أنه استمع أمير المؤمنين (عليه السلام) رجلاً يضرب بالطنبور، فمنعه وكسر طنبوره، ثم استتابه فتاب، ثم قال: أتعرف ما يقول الطنبور حين يضرب؟ فقال: وصي رسول الله أعلم، فقال: إنه يقول: سـتـنـد م سـتـنـدم أيـا صـاحـبـي * سـتـدخـل جـهـنـم أيـا ضـاربـي (3) ____________ 1 ـ إرشاد المفيد 295 ـ 296، البحار 48 | 57 ـ 58. 2 ـ الاحتجاج 1 | 60. 3 ـ السفينة 2 | 519 ـ لها ـ..