(233) الهذلي، فقال: يا رسول الله إني شيخ قد كبرت سنّي، وضعفت قوّتي عن عمل كنت عوّدته نفسي، من صلاة، وصيام، وحجّ، وجهاد، فعلّمني يا رسول الله كلاماً ينفعني الله به، وخفّف عليّ يا رسول الله، فقال: أعدها فأعادها ثلاث مرّات، فقال رسول الله: ما حولك شجرة ولا مدرة إلا وقد بكت من رحمتك [كذا]، فإذا صلّيت الصبح فقل عشر مرات: (سبحان الله العظيم وبحمده ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم)، فإن الله عزّ وجلّ يعافيك بذلك من العمى، والجنون، والجذام، والفقر. والهرم. فقال: يا رسول الله هذا للدنيا فما للآخرة؟ قال: تقول في دبر كل صلاة: (اللهم اهدني من عندك وأفض عليّ من فضلك وانشر عليّ من رحمتك، وأنزل عليّ من بركاتك). قال: فقبض عليهنّ بيده، ثم مضى، فقال رجل لابن عباس: ما أشدّ ما قبض خالك ـ من باب الاستهزاء ـ، فقال النبي ـ (صلى الله عليه وآله) ـ: اما إن وافى بها يوم القيامة لم يدعها متعمداً فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء " (1) والحديث صريح في حالة الكائنات من نبات أو جماد، وأنها تبكي رحمة للشيخ المذكور، والظاهر أنها لا تخص إنساناً خاصّاً. وهكذا سور القرآن لمن كان من الناس يتلوها تخاطبه في المحشر وتسلّم عليه كسلامنا. ففي الصحيح عن يعقوب الأحمر قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): " جعلت فداك إنه أصابتني هموم وأشياء، لم يبق شيء من الخير إلا وقد تفلّت منّي منه طائفة حتى القرآن لقد تفلت مني طائفة منه، قال: ففزع عند ذلك حين ذكرت القرآن، ثم قال: إن الرجل لينسى السورة من القرآن، فتأتيه يوم القيامة حتى تُشرف عليه من درجة من بعض الدرجات، فتقول: السلام عليك، فيقول: وعليك السلام مَن أنت؟ فتقول: أنا سورة كذا وكذا ضيّعتني وتركتني، أما لو تمسّكت بي بلغت بك هذه الدرجة، ثم أشار بأصبعه، ثم قال: عليكم بالقرآن فتعلموه، فإن من ____________ 1 ـ الأربعين 199 ـ 200، الحديث الثاني والثلاثون، وللبهائي طاب ثراه حوله شرح يجدر الرجوع إليه.