(12) (يهدي بِهِ اللهُ من اتّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُل السَّلام) (1). والأئمة المعصومون سُبُلُ السلام وشروطه، والمقتدون بهم المهتدون المتأدبون الفاشي بينهم السلام تحية ملائكة السماء، والمسلمين في الأرض، وسيوافيك أن من أهم الآداب السلام، والتعاطف، والزيارة، وإليك حديثاً من هذا الضرب: الشيخ الصدوق عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي جميلة المفضل، عن جابر (2)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) (3) قال: " إن مَلَكاً مر برجل على باب، فقال له: ما يقيمك على باب هذه الدار؟ فقال: أخ لي فيها أردت أن أسلم عليه، فقال له الملك: بينك وبينه قرابة، أو نزعتك إليه حاجة؟ فقال: لا، ما بيني وبينه قرابة، ولا نزعتني إليه حاجة، إلا أخوة الإسلام وحرمته، فأنا أسلم عليه، وأتعهده لله رب العالمين. فقال له الملك: أنا رسول الله إليك وهو يقرئك السلام، ويقول لك: إي زرت، ولي تعاهدت، وقد أوجبت لك الجنة، وأعفيتك من غضبي، وأجرتك من النار " (4). ومن انتفع بحديث انتفع بأحاديث. ونذكر بعد آيات السلام والتحية، ومعاني السلام، أبحاثه في فصول عشرة: ____________ 1 ـ المائدة: 15 ـ 16. 2 ـ جابر المكفوف، أو ابن عبد الله، أو ابن يزيد الجعفي ثقة، على أن متن الحديث أمتن من الجبال. 3 ـ في ثواب الأعمال 204، ـ باب ثواب التسليم على الأخ المؤمن في الله عز وجل ـ الحديث مروي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، وفي ألفاظه بعض التبديل غير المضر بالغرض، ولعله حديثان عنهما (عليهما السلام)، وله نظائر في الأحاديث، لا تخفى على المتتبع. 4 ـ الوسائل 8 | 436، الباب 32 من أحكام العشرة، الحديث 5. أقول: وفيه لأهل السلام بشارة: (والحرّ تكفيه الاشارة)، مجمع الأمثال للميداني 2 | 19، رقم المثل 2447، حرف العين.