(11) تمهـيد الله يعلم ما تحمل الأسماء من حقائق وآثار، ومن جمال وبهجة ونور، فيختار تعالى ـ وله الاختيار كله ـ من الأسماء ما يزين ربوبيته المتعالية، وما يجلها عما يلحق المخلوق من صفات وسمات تدل على ذاتية فقره ونقصه؛ ذلك بأن الله هو الغني الكبير المتعال، المحب للجمال. ومن حبه للجمال اختار لنفسه أجمل الأسماء، وكل أسمائه جميلة، وأجلها، وكلها جليلة، وأنوارها، وكلها نيرة: (السَّلام المُؤمن المُهيمن) (1)؛ والسلام من أسمائه الحسنى، وكيف لا وهو السلام كله، كما أنه الجمال كله، والكمالات كلها، والسلام نور وجمال؛ ومن ثم كان له تعالى جمال الصنع (الذي أحسن كل شيءٍ خلقه) (2)، وما في الوجود إلا وهو من جمال السلام ونوره، ونفحة من نفحاته. ومن نور السلام انبثق الإسلام والأنبياء والمرسلون (عليهم السلام)، والكتب المنزلة، والقرآن، ومحمد البشير، (صلى الله عليه وآله)، جاء ببشائر السلام ونشر الأمن بين الناس، (قَدْ جاءَكُم مِن اللهِ نُورٌ وكتابٌ مُبينٌ * ____________ 1 ـ الحشر: 23. 2 ـ السجدة: 7.