( 27 ) تعالى: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس) إلى قوله (أولئك هم الغافلون)(1). عند التدبر في هذه الآيات الكريمة نرى بالنظرة البدائية في قوله (ولا تشركوا به شيئا) أنه تعالى ينهي عن عبادة الأصنام وعندما نتوسع بعض التوسع نرى النهي عن عبادة غير الله من دون أذنه، ولو توسعنا اكثر من هذا لنرى النهي عن عبادة الانسان نفسه باتباع شهواتها، أما لو ذهبنا إلى توسع اكثر فنرى النهي عن الغفلة عن الله والتوجه إلى غيره. ان هذا التدرج ونعني به ظهور معنى بدائي من الآية ثم ظهور معنى أوسع وهكذا جار في كل من الآيات الكريمة بلا استثناء. وبالتأمل في هذا الموضوع يظهر معنى ماروي عن النبي صلى الله عليه وآله في كتب الحديث والتفسير من قوله: (ان للقرآن ظهرا وبطنا ولبطنه بطنا إلى سبعة أبطن)(2). وعلى هذا للقرآن ظاهر وباطن أو ظهر وبطن، وكلا المعنيين يرادان من الآيات الكريمة، الا أنهما واقعا في الطول لا في العرض، فان ارادة الظاهر لا تنفي ارادة الباطن وارادة الباطن لاتزاحم ارادة الظاهر. ______________________________ (1) سورة الأعراف: 179. (2) الصافي المقدمة الثانة، وسفينة البحار "بطن".