( 14 ) من درس تلك القوانين والآداب من كتاب الفطرة والخليقة ونعني به التعليم الالهي مع رعاية القرآن الكريم هذه المقدمات وضع مناهج الحياة للانسان كما يلي: جعل أساس المنهج على معرفة الله وجعل الاعتقاد بوحدانيته أول الأصول الدينية، ومن طريق معرفة الله دله على المعاد والاعتقاد بيوم القيامة الذي يجازى فيه المحسن باحسانه والمسيء باساءته وجعله أصلا ثانيا، ثم من طريق الاعتقاد بالمعاد دله على معرفة النبي لأن الجزاء على الأعمال لايمكن الا بعد معرفة الطاعة والمعصية والحسن والسيء ولاتتأتى هذه المعرفة الا من طريق الوحي والنبوة كما سنفصله فيما بعد وجعل هذا أصلا ثالثا. واعتبر القرآن الكريم هذه الأصول الثلاثة الاعتقاد بالتوحيد والنبوة والمعاد أصول الدين الاسلامي. وبعد هذا بيّن أصول الأخلاق المرضية والصفات الحسنة التي تناسب الأصول الثلاثة والتي لابد أن يتحلى بها كل انسان مؤمن، ثم شرع له القوانين العملية التي تضمن سعادته الحقيقية وتنمي فيه الأخلاق الطيبة والعوامل التي توصله إلى العقائد الحقة والأصول الأولية. وهذا لأننا لايمكن أن نصدق أن انسانا يتصف بعفة النفس وهو منهمك في المسائل الجنسية المحرمة ويسرق ويخون الأمانة ويختلس في معاملاته، كما أننا لايمكن أن نعترف بسخاء