[63] معنى التجلي لموسى (ع) ذاك التجلي - يبدو في نظرنا - بأنه كان نوراً رآه موسى من جبل الطور والآخرون كانوا يرونه أيضاً فهل كان نوراً حسيّاً لكي يراه الجميع؟! كان جبرائيل الأمين يقرأ القرآن لرسول الله فهل كان الذين كانوا عنده كانوا يسمعون؟! بالنسبة لنا الأمر شجي أصله غير موجود ونحن غافلون عنه ونسمع من بعيد بالأمر. حال الأنبياء كحال ذاك الإنسان الذي رأى رؤيا وشاهد لكن وفي لسانه عقدة عن البيان ومن حوله طرشان جميعاً، فهم لا يقدرون على البيان ونحن عاجزون عن الاستماع وقالوا ولكن ليس لنا!! فنحن نفهم القضايا التي يمكن لإدراكنا فهمها في القرآن تبيان كل شيء فيه أحكام شرعية، وله ظاهر، وفيه قصص لا نستطيع أن نفهم لبابها ما نفهمه هو ظواهرها والظواهر هي للجميع، لكن هناك شيئا آخر ينتفع منه الجميع أما الانتفاع الذي يجب أن يتحقق فهو إنتفاع "إنما يعرف القرآن من خوطب به " (لتوضيح هذا المطلب ومعنى الحقيقة القرآنية وكيفية تنزلها تراجع إضافات العارف الكامل المولى الشيخ الشاه آبادي - أستاذ الإمام الخميني في العرفان - وقد أورد تحقيقات عرفانية دقيقة حول هذا الموضوع في كتابه "رشحات البخار" ص 12-34 طبعة طهران المذيلة بالترجمة الفارسية للمتن العربي) واستناداً لهذا النص، فهذا الانتفاع مختص برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والآخرون محرومون منه إلا بتعليمه والأولياء أيضا بتعليمه ولكن رغم هذه المنزلة فأنــه {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ}(الشعراء193-194). فهو - القرآن - قد نزل وتنزل أيضا بيد الروح