[59] معاني الحمد في الاحتمال الأول الذي ذكرناه حيث أن الحمد هو جميع المحامد متكثر ملحوظ بنحو الكثرة يكون الاسم كذلك ملحوظا بطور الكثرة، وعلي ذاك الاحتمال فان كل حمد يقع لا يقع للحق تعالى لأن الحمد يقع للتجليات وهي ظهوره - تعالى - ظهور فوق ظهور الشمس في الشعاع وظهور النفس في السمع والبصر. فالحمد يقع للمظاهر ولكن هذه هي أسماء متكثرة للحق تعالى، لذا فالحمد له - تعالى - في نفس الوقت. وعلى الاحتمال الثاني قلنا أن الحمد يكون حمداً مطلقاً وعليه يكون الأمر عكس ما في الاحتمال الأول فلا يقع له - تعالى - أي حمد من حامد وهنا أيضا فالتجليات هي مظاهر ظهوره وعليه، فرغم أن الحمد يقع لهذه المظاهر لكن الحمد المطلق لا يصدر منا لذا فلا يقع للمطلق - تعالى - ولكن من باب أن جميع هذه الكثرات مضمحلة في ذلك الوجود المطلق يقع له الحمد أيضا فالأمر يختلف بلحاظ النظر للكثرة والنظر للوحدة. بلحاظ الكثرة - حسب الاحتمال الثاني - لا يقع أي حمد للوجود المطلق ولكن وبلحاظ اضمحلال الكثرات في الوحدة تكون جميع المحامد له أيضاً. وحسب هذين الاحتمالين يختلف معنى الآية الشريفة بين أولها وآخرها، فوفق كون أن الحمد استغراقي فيشمل كل حمد ويكون الاسم أسماءً متكاثرة تشمل كل موجود فكل موجود اسم، وعليه تكون أسماء الله الرحمن الرحيم، الواقعة في البسملة بمعنى بالله