[47] تكون هذه الرئاسة الوهمية لي وأنتم تريدونها لكم وحيث لا يمكن الجمع بين الإرادتين ينشب النزاع. هذا يريد هذه الدولة له والثاني يريدها لنفسه، فنقع الحرب، جميع هذه الحروب في العالم هي بين الأنانيات الإنسان يحارب بأنانيته والحروب هي حروب الأنانيات وهي معدومة بين الأولياء لأنهم لا أنانيات لديهم فلو اجتمع الأولياء في مكان واحد لما نشب بينهم أبدا ولا ظهر اختلاف بينهم لأن كل شيء هو "لله" فلا مكان هنا للنفس لكي يجر هذا البساط إلى طرفه فيحدث الاختلاف وينشب بينهم النزاع. الجميع هم لمبدأ واحد ويسيرون بنفس الاتجاه ولكنا نحن واقعون في بئر عميقة وظلمات أشدها ظلمة هي ظلمة "الأنانية" وما لم نخرج منها فلا سبيل للخروج من تلك البئر العميقة. ما دمنا في ظلمات الأنانية فسنظل لا نلتفت إلا إلى أنفسنا فنعتبر الآخرين لا شيء أما أنفسنا فهي كل شيء وكل ما يطرح يقبله الإنسان إذا ينفعه وإلا فلا يرضى به حتى إذا كان حقاً، يصدق به فورا إذا كان يرى فيه منفعة لنفسه وإلاّ لا يصدق به بتلك السرعة وكل ذلك ناشئ من الأنانية. كل المصائب التي تحل بنا وبكم وببني آدم في كل مكان ناشئة من هذا المنبع، فالنزاع ناشئ من الأنانية من كوني أنا أجر إلى طرفي وأنت إلى طرفك. وما دامت هذه الأنانية موجود فما من "إلهية" وما من عبادة إلا عبادة النفس.