[41] مقام الظهور - كمالٌ في مقام الذات، كمالٌ في مقام الصفات. كمالٌ في مقام الظهور،جميع كمالات العالم هي كماله، وفي مقام الظهور كلُّ من يمدح إنما يمدحُ كمالاً، وعليه فكل مدح يقع، يقع له، هكذا هو الأمر وفق الاحتمال الأول. أما في هذا الاحتمال الثاني - وهو احتمال طبعا - فيكون الحمد حمداً مطلقاً لا حمد كل حمد، الحمد المطلق يعني حمداً دون غير ودون قيد، حمداً ليس فيه أي قيد، والحمد الذي يصدر عنا جميعه حمد متعين ولمتعين، إذ لا سبيل لنا إلى الموجود المطلق لكي نحمده، لا ندركه حتى نحمده، أنتم حتى عندما تقولون "الحمد لله" فلا يحصل إدراك تلك "الحقيقة" لكي يكون الحمد له، لذا فكل حمد يقع لا يكون له لمظاهر على العكس مما ورد في الاحتمال الأول حيث كل حمد يقع لا يكون لغيره في حين أن الأمر في الاحتمال الثاني هو أن كل حمد يقع لا يكون له سوى حمده نفسه أي أن يحمد نفسه بنفسه. وعلى هذا فلا يمكن أن يكون "الاسم" في "بسم الله.. الحمد لله " على نفس المعنى الأول أي أنك أنت اسم وهو اسم والآخر اسم أيضا، هذا اسم الله وظهور المطلق بلا قيد، وعلامة المطلق أن يكون بلا قيد، ظهورٌ من الغيب واسم الغيب، وبذاك الاسم يكون وقوع الحمد أي يحمد بنفسه تلقائيا، الظهور يحمد المظهر، وهذا أيضا قول على نحو الاحتمال، وبالطبع يكون المتعلق باسم الله هنا متعلقا بالحمد فحينا كل مصداق من الحمد وحينا صرف وجود الحمد الذي ليس له أي قيد. مرة تكون جميع المحامد الواقعة لله لا لغيره ومرة أخرى لا يقع أي حمد لله - بمعني الحمد المطلق - أي يكون حمدا محدودا لا حمدا