[38] ومذكور في الفقه أنه لو قرأت البسملة لسورة وأوردت قراءة سورة أخرى فالبسملة الأولى لا تكفي ويجب تكرار البسملة مع السورة مع السورة الأخرى وهذا الأمر يناسب المعنى المتقدم من اختلاف في المعنى بين بسملات سائر السور لما كانت البسملة جزء من كل سورة سوى في سورة الحمد وهنا أيضا هو من باب التبرك كما يقول البعض وليس هذا القول بالصحيح. وفيما يتعلق بسورة الحمد التي نحن بصددها فـ "بسم الله " هنا متعلقة بالجار والمجرور الذي بعدها وأحد الاحتمالات هو أن "الحمد" يعني جميع مصاديق الحمد من أي حامد كان، فكل حامد يحمد إنما باسم الله ، يعني أن الحامد نفسه اسم -الله- وجميع أعضائه وجوارحه أسماء أيضاً، والحمد الصادر من الإنسان هو باعتبار أن هذا الاسم يحمد باسم الله وأنت أيضا اسم آخر وزيد كذلك اسم، فكل منكم من أسماء الله يعني مظاهر الأسماء "الفاعل الإلهي فاعل الوجود" انتبهوا إلى كون أن الفاعل الإلهي - وهو فاعل الوجود - يتمايز عن الفواعل الطبيعية بفروق منها أن الشيء الذي يصدر من المبدأ الإلهي ويُسمى بالفاعل الإلهي، هذا الصادر هو فانٍ في المصدر بحيث ليس له أي حيثية من نفسه وليس له أيُ نحو من الاستقلال، ولتقريب المعنى للذهن نشبه الأمر بشعاع الشمس في مقابل الشمس - وأن كان الأمر ليس كذلك أيضا فهو فوق هذا التشبيه - ولكن على أي حال فمثلما أن شعاع الشمس لا استقلال له أصلاً في مقابل الشمس كذلك الحال مع الفاعل الإلهي وهو نفس الإيجاد ونفس الوجود الصادر عن مبدأ الخير فليس له أي نحو من الاستقلال بنفسه لا في التحقق ولا في البقاء ولا لموجود واحد، فلو انقطع عنه شعاع الوجود لما استطاع البقاء لأنه محتاج إلى المبدأ في البقاء