[8] القسم الثّالث: ينقل جانباً من كلام لقمان الحكيم والمتألّه في وصيّته لإبنه، ويبدأ من التوحيد ومحاربة الشرك، وينتهي بالوصيّة بالإحسان إلى الوالدين، والصلاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والثبات أمام الحوادث الصعبة، والبشاشة والطلاقة مع الناس، والتواضع والإعتدال في الاُمور. في القسم الرّابع: تعود السورة إلى أدلّة وعلامات التوحيد مرّة اُخرى فتتحدّث عن تسخير السماء والأرض ونعم الله الوفيرة، وذمّ منطق الوثنيين الذين سقطوا في وادي الضلال والإنحراف نتيجة التقليد واتّباع الآباء والأجداد، وتجعلهم يقرّون بمسألة كون الله خالقاً التي هي أساس العبودية له. وتكشف الستار عن علم الله المطلق بذكر مثال واضح، وتبحث في هذا الباب ـ إضافة إلى ذكر آيات الآفاق ـ عن التوحيد الفطري الذي يتجلّى عند الوقوع في عواصف البلاء، وتطرح ذلك بشكل رائع. أمّا القسم الخامس: فإنّه يشير إشارة قصيرة مؤثّرة تهزّ الوجدان إلى مسألة المعاد والحياة بعد الموت، وتحذّر الإنسان من الإغترار بهذه الدنيا، وتحثّه على أن يفكّر بتلك الحياة الخالدة ويتهيّأ لها. ثمّ تنهي هذا المبحث بذكر جانب من علم الله بالغيب بما يتعلّق بالإنسان، ومن جملة ذلك لحظة موته، وحتّى على الجنين في بطن اُمّه، وبذلك تنتهي السورة. ومن الواضح أنّ تسمية هذه السورة بسورة "لقمان" بسبب البحث المهمّ العميق المحتوى الذي ورد في هذه السورة عن مواعظ لقمان، وهي السورة الوحيدة التي تتحدّث عن هذا الرجل الحكيم. وردت روايات عديدة عن الرّسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وبعض أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) في فضل هذه السورة، ومن جملتها ما ورد في حديث عن النّبي (صلى الله عليه وآله): "من قرأ سورة