[7] "سورة لقمان" محتوى السورة: المعروف والمشهور بين المفسّرين أنّ هذه السورة نزلت في مكّة، وبالرغم من أنّ بعض المفسّرين قد استثنى بعض آيات هذه السورة كالشيخ الطوسي في (التبيان) حيث استثنى الآية الرّابعة التي تتحدّث عن الصلاة والزكاة، أو الفخر الرازي الذي استثنى مضافاً إلى هذه الآية، والآية (27) التي تبحث في علم الله الواسع، إلاّ أنّه لا يوجد دليل واضح لهذه الإستثناءات، لأنّ الصلاة والزكاة ـ الزكاة بصورة عامّة طبعاً ـ كانتا موجودتين في مكّة أيضاً، وقضيّة البحث عن سعة علم الله لا تصلح لأن تكون دليلا على كونها مدنية. بناءً على هذا، فإنّ سورة لقمان بحكم كونها مكّية تشتمل على محتوى السور المكّية العام، أي أنّها تبحث حول العقائد الإسلامية الأساسية، وخاصّة المبدأ والمعاد، وكذلك النبوّة. وبصورة عامّة فإنّ محتوى هذه السورة يتلخّص في خمسة أقسام: القسم الأوّل: يشير ـ بعد ذكر الحروف المقطّعة ـ إلى عظمة القرآن وكونه هدى ورحمة للمؤمنين الذين يتمتّعون بصفات خاصّة، ويتحدّث في الطرف المقابل عن الذين يظهرون التعصّب والعناد أمام هذه الآيات البيّنات بحيث يبدون وكأنّهم صمّ الآذان، بل يسعون أيضاً إلى صرف الآخرين عن القرآن عن طريق إيجاد وسائل لهو غير صحيحة. القسم الثّاني: يتحدّث عن آيات الله في خلق السماء ورفعها بدون أي عمد، وخلق الجبال، والاحياء المختلفة، ونزول المطر، ونموّ النباتات.