[478] في الآية مضارعة وفيها معنى الحال والإستقبال". وهنا تفسيران آخران ذكرا في معنى الآية، إلاّ أنّهما لا ينسجمان مع ظاهرها، ولعلهما من بطون الآية: الأوّل: أنّ المراد من الآية رؤية النّبي ونظره إلى المصلين والساجدين خلفه، لأنّه كما يرى من أمامه يرى من خلفه كما ورد في الحديث: "لا ترفعوا قبلي ولا تضعوا قبلي، فإنّي أراكم من خلفي كما أراكم من أمامي"(1) ثمّ تلا النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) الآية آنفة الذكر. الثّاني: أنّ المراد منه أنّ انتقال في أصلاب النبيّين من لدن آدم حتى أبيه عبد الله، كلّه تحت نظر الله سبحانه، أي حين تنتقل نطفتك المباركة من نبيّ موحد ساجد إلى ساجد آخر فإن الله عليم بذلك... وقد جاء في تفسير علي بن ابراهيم عن الإمام الباقر(عليه السلام) في تفسير (وتقلبك في الساجدين) ما يشير إلى هذا المعنى، قال(عليه السلام): "في أصلاب النبيين صلوات الله عليهم".(2) وفي تفسير مجمع البيان في توضيح هذه الجملة جاء عن الإِمامين الباقر والصادق(عليهما السلام) ما يلي: "في أصلاب النبيين نبيّ بعد نبيّ، حتى أخرجه من صلب أبيه، عن نكاح غير سفاح من لدن آدم".(3) وبالطبع فإنّه بقطع النظر عن الآيات آنفة الذكر وتفسيراتها، فإن الدلائل المتوفرة تدلّ على أن والد النّبي وأجداده لم يكونوا مشركين أبداً، وولدوا في محيط منزّه عن الشرك والدنس "لمزيد الإيضاح يراجع تفسير الآية، 74 من سورة الأنعام" إلاّ أن التفاسير الآنفة هي من بطون الآية... ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ مجمع البيان ذيل الآية محل البحث. 2 ـ تفسير نور الثقلين، ج 4، ص 69. 3 ـ مجمع البيان ذيل الآيات محل البحث.