[540] طابع الوجوب. في الآية التي نبحث فيها ورد ذكر أحد شروط الإِعتكاف وهو حظر النكاح ليلا ونهاراً، وهذه الإشارة جاءت لإِرتباطها بمسألة الصوم. 3 ـ طلوع الفجر: الفجر في الأصل شقّ الشيء شقاً واسعاً، وسمّي الصبح فجراً لأنه فَجَر الليل. وعبّرت الآية عن الفجر أيضاً بأُسلوب (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ اَلاَْبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الاَْسْوَدِ). ومن الظريف أن "عدي بن حاتم" قال للنبي: إني وضعت خيطين من شعر أبيض وأسود فكنت أنظر فيهما فلا يتبين لي، فضحك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)حتى رؤيت نواجذه ثم قال: "يَا ابْنَ حَاتَم إِنَّمَا ذَلِكَ بَيَاضُ النَّهَارِ وَسَوَادُ اللَّيْلِ فَابْتِدَاءُ الصَّوْمِ مِنْ هَذَا الْوَقْتِ"(1). وهذا التعبير يوضّح أيضاً الفرق بين الصبح الصادق والصبح الكاذب: لأنّ الفجر فجران: الفجر الكاذب وهو على شكل عمود من الضوء يظهر في السماء كذنب السرحان (الثعلب)، وبعده يظهر الفجر الصادق وهو بياض شفّاف أُفقي يظهر في أُفق السماء كخيط أبيض يظهر إلى جوار الخيط الأسود. وهذا هو الصبح الصادق وبه يتعلق حكم الصوم والصلاة. ولا يشبه الفجر الكاذب. 4 ـ التقوى، هي الأوّل والآخر: في أوّل آية ترتبط بأحكام الصوم ورد ذكر التقوى على أنها الهدف النهائي للصوم، وفي آخر آية أيضاً وردت عبارة (لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) وهذا يؤكد أن كل مناهج الإِسلام وسيلة لتربية الروح والتقوى والفضيلة والإِرادة والإِحساس بالمسؤولية. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ________________________________________ 1 ـ مجمع البيان، في تفسير الآية.