[15] الآيات :6-8 وَقَالُواْ يَـأَيُّهَا الَّذِى نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لََمجْنُونٌ6 لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَـئِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّدِقِينَ7 مَا نُنَزِّلُ الْمَلَـئِكَةَ إِلاَّ بِآلْحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ8 التّفسير طلب نزول الملائكة: تبتدىء الآيات بتبيان موقف العداء الأعمى والتعصب الأصم للقرآن الحكيم والنّبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) من قبل الكفار، فتقول: (وقالوا يا أيّها الذي نزّل عليه الذكر إنّك لمجنون). ومن خلال كلامهم يظهر بجلاء مدى وقاحتهم وسوء الأدب الذي امتازوا به حين مخاطبتهم للنّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فتارة يقولون: (يا أيّها الذي)، وأُخرى: (نُزّل عليه الذكر) بصيغة الهزؤ والإِنكار لآيات اللّه سبحانه، وثالثة: يستعملون أدوات التوكيد "إِن" ولام القسم ليتّهموا أشرف خلق اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)بالجنون! نعم، الخصم المريض الجاهل حينما يقابل حكيماً لا نظير له، فأوّل ما يرميه بالجنون، لأنّه ينطلق من جهله الذي لا يستوعب الحكمة والمعقول، فيرى كل ما فوق تصوره القاصر غير معقول، ويوصم خصمه بالمجنون!