[47] قرأنا في هذه القصّة أنّ شعيباً دعا قومه بعد التوحيد الى الحق والعدالة في الأُمور المالية والتجارية، وهذا نفسه يدل على أنّ المسائل الإِقتصادية في المجتمع لا يمكن تجاوزها وتهميشها. كما يدل على أنّ الأنبياء لم يؤمروا بالمسائل الأخلاقية فحسب، بل كانت دعوتهم تشكل "الإِصلاح" ... إِصلاح الوضع الإِجتماعي غير الجيد، وإِصلاح الوضع الإِقتصادي كذلك، حيث كانت هذه الأُمور من أهم الأُمور ـ عند الأنبياء ـ بعد التوحيد. 2 ـ لا ينبغي التّضحية بالأصالة من أجل التعصب كما قرأنا في هذه القصّة فإنّ أحد العوامل التي دعت الى سقوط هؤلاء في أحضان الشقاء أنّهم نسوا الحقائق لحقدهم وعدائهم الشخصي، في حين أنّ الإِنسان العاقل والواقعي ينبغي أن يتقبل الحق من كل أحد حتى ولو كان من عدوّه. 3 ـ الصلاة تدعو الى التوحيد والتطهير لقد سأل شعيباً قومُه (أصلاتُك تأمُرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء) وأن نترك الغش وعدم إِيفاء الميزان حقّه. فلعلهم كانوا يتصورون متساءلين: إِنَّ هذه الأذكار والأدعية ما عسى أن تؤثر في هذه الأُمور؟ على حين أنّنا نعرف أن أقوى علاقة ورابطة هي العلاقة الموجودة بين الصلاة وهذه الأُمور، فاذا كانت الصلاة بمعناها الواقعي أي مع حضور الانسان بجميع وجوده أمام الله فإنّ هذا الحضور معراج التكامل وسلّم الصعود في تربية روحه ونفسه، والمطهّر لصدأ ذنوبه ورين قلبه وهذا الحضور يقوّي إِرادته ويجعل عزمه راسخاً وينزع عنه غروره وكبرياءه. 4 ـ النظرة الذاتيّة (الأنانيّة) رمزٌ للجمود!