[677] الآية مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِى إِسْرَءِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسَاً بِغَيْرِ نَفْس أَوْ فَسَاد فِى الاَْرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَـتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِى الاَْرْضِ لَمُسْرِفُونَ* التّفسير وحدة الإِنسانية وكرامتها: إِنّ هذه الآية تقوم باستخلاص نتيجة إِنسانية كلية بعد الآيات التي تطرقت إِلى قصّة ولدي آدم(عليه السلام). ففي البداية تشير الآية إِلى حقيقة اجتماعية تربوية مهمّة، وهي أن قتل أيّ إِنسان، إِن لم يكن قصاصاً لقتل إِنسان آخر، أو لم يكن بسبب جريمة الإِفساد في الأرض، فهو بمثابة قتل الجنس البشري باجمعه، كما أنّ إِنقاذ أيّ إِنسان من الموت، يعد بمثابة إِنقاذ الإِنسانية كلّها من الفناء، حيث تقول الآية الكريمة: (من أجل(1) ذلك كتبنا على بنيإِسرائيل أنّه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ إنّ كلمة "أجل" التي هي على وزن "نخل" تعني في الأصل الجريمة، وقد شاع استعمالها فيما بعد في كل عمل له عاقبة سيئة، ثمّ استعملت لكل عمل ذي عاقبة، وهي الآية تستخدم للتعليل أو بيان علّة الشيء.