[ 434 ] 1 ـ ما ورد عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) في ذمّ الجزع قوله "اِيَّاكَ وَالْجَزَعَ فَاِنَّهُ يَقْطَعُ الاَمَلَ وَيُضَعِّفُ الْعَمَلَ وَيُورِثُ الهَمَّ"(1). 2 ـ وقد ورد أيضاً عن هذا الإمام يقول في حديث آخر ضمن الإشارة إلى نكتة لطيفة اُخرى : "الْجَزَعُ اَتْعَبُ مِنَ الصَّبْرِ"(2). والسبب في ذلك واضح، وهو أنّ الجزع وقلّة الصبر لا يحل أيَّة مشكلة وليس له أثر سوى أن يحطم عناصر القوّة والاستقامة في روح الإنسان وجسمه، ولهذا فإنّ الّذي يعيش الجزع يوقع نفسه في التعب أكثر من الصابر، مثلاً عندما يفقد الإنسان عزيزاً له يمكن أن يصرخ ويلطم وجهه ويضرب رأسه بالجدار أو ينتحر أخيراً، ولكن أية واحدة من هذه السلوكيات لا تعيد له عزيزه، بل من شأنها أن تدمر دعائم الإيمان في قلبه وتحطيم أركان سلامته البدنية والروحية، مضافاً إلى انه سيتلف ثوابه الأُخروي. 3 ـ ويقول الإمام علي (عليه السلام) أيضاً "الْجَزَعُ لا يَدْفَعُ الْقَدَرَ وَلَكِنْ يُحْبِطُ الاَجْرَ"(3). وبالنسبة إلى سبب احباط الأجر فلابدّ من القول : أنّ الجزع وعدم الصبر علامة على عدم الرضا وعدم التسليم لقضاء الله وقدره، فهو في الواقع اعتراض على عدل الله وحكمته حتّى لو كان الجازع غافلاً عن هذا المطلب. 4 ـ وورد في حديث آخر عن الإمام الهادي (عليه السلام) وضمن الإشارة إلى نكتة اُخرى "الْمُصِيبَةُ لِلصَّابِرِ وَاحِدَةٌ وَلِلْجَازِعِ اِثْنانِ"(4). وكما تقدّم أنّ الجزع وعدم الصبر من شأنه مضافاً إلى زوال أجره وانعدام ثوابه أن يزيد في مشكلته، وعليه فإنّ المصيبة على الجازع مضاعفة. 5 ـ ويقول الإمام الكاظم (عليه السلام) في بيانه لأحد وصايا المسيح (عليه السلام) "وَلاَ تَجْعَلُوا قُلُوبَكُم مَأْوىً لِلشَّهَواتِ اِنَّ اَجْزَعَكُم عِنْدَ الْبَلاءِ لاََشَدُّكُم حُبّاً لِلدُّنيَا وَاِنَّ اَصْبَرَكُمْ عَلَى الْبَلاءِ 1. بحار الأنوار، ج 79، ص 144. 2. بحار الأنوار، ج 79، ص 131، ح 16. 3. غرر الحكم، ح 1876. 4. بحار الأنوار، ج 79، ص 144.