[ 417 ] الطاعة أو الصبر على المعصية أو الصبر على المصيبة، فتوجب على الإنسان أن يستعين بكلّ عمل مهم بالصبر سواءً كان ذلك العمل هو الجهاد في سبيل الله أو غير ذلك، فلابدّ من الاستعانة بأحد أقسام الصبر بما يتناسب مع المشكلة الّتي تواجه الإنسان. ولابدّ من القول في من فسّر الصبر بالصوم أنّ الصوم أحد المصاديق البارزة للصبر لا أنّه يستوعب جميع مفهوم الصبر في هذه الآية الشريفة. وهنا يثار سؤال، وهو أنّه ما هي الرابطة بين الصبر بمعناه الواسع، وبين الصلاة ؟ ذكر بعض المفسّرين في مقام الجواب أنّ الرابطة بينهما هو أنّ الإنسان قد يفقد صبره أحياناً أو يتضعضع أمام المشكلات وضغط الواقع الصعب فتأتي الصلاة لتمنحه قوّة القلب الإرادة والعزم والتوكل على الله تعالى، وبذلك فإنّ الصلاة تزيد الإنسان قوّة في عملية الصبر والمقاومة. وبتعبير آخر : عندما يتجه الإنسان إلى الباري تعالى من خلال الصلاة فإنه يجد نفسه مرتبطاً بالقدرة اللامتناهية والحقّ الأزلي، وهذا العمل يزيد من مقاومة الإنسان في مقابل المشكلات بحيث يبلغ به مرتبة أن يتغلب على جميع ما يواجهه من صعوبات ومشاكل ويستمر في خط الاستقامة والتحمل والمثابرة، ولهذا ورد في الحديث الشريف عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وأحياناً عن أميرالمؤمنين (عليه السلام)، وكلا الحديثين صحيحان من حيث السند : "اِذَا أَهَالَهُ أَمْرٌ فَزِعٌ، قَامَ اِلى الصَّلَوةِ ثُمَّ تَلى هَذِهِ الآيَةِ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوةِ(1)"(2). وعلى أية حال فإنّ هذه الآية من أوضح الآيات القرآنية الّتي تبيّن أهمية الصبر وكونه عاملاً مهماً في نجاح الإنسان في حركة الحياة الفردية والاجتماعية. -- "الآية العاشرة" تخاطب نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) "من جانب الله تعالى" بأن يقول لجميع عباده المؤمنين : (قُلْ يَاعِبَادِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِى هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ 1. سورة البقرة، الآية 153. 2. اُصول الكافي، ج 1، ص 154، روح البيان، ج 1، ص 257.