مخلوق وأن الله لا يرى في الآخرة وأن الله ليس على العرش وأنه ليس له علم ولا قدرة ولا رحمة ولا غضب ولا غير ذلك من صفاته وهم عند كثير من السلف مثل ابن المبارك ويوسف بن أسباط وطائفة من أصحاب أحمد ليسوا من الثلاث وسبعين فرقة .
وقد بينا لك فيما مضى أن الإمام أحمد وأمثاله من أهل العلم والحديث لا يختلفون في تكفير الجهمية وأنهم ضلال زنادقة مرتدون وقد ذكر من صنف في السنة تكفيرهم من عامة أهل العلم والأثر كاللالكائي وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة له وابن أبي مليكة والخلال في السنة له وإمام الأئمة ابن خزيمة قد قرر كفرهم ونقله عن أساطين الأئمة وقد حكى كفرهم شمس الدين ابن القيم C في كافيته عن خمسمائة من أئمة المسلمين وعلمائهم فكيف إذا انضاف إلى ذلك كونهم من عباد القبور وعلى طريقتهم فلا إشكال والحالة هذه في كفرهم وضلالهم .
وأما أباضية أهل هذا الزمان فحقيقة مذهبهم وطريقتهم إذا سبرت أحوالهم فهم جهمية قبوريون وإنما ينتسبون إلى الأباضية انتسابا فلا يشك في كفرهم وضلالهم إلا من غلب عليه الهوى وأعمى عين بصيرته فمن تولاهم فهو عاص ظالم يجب هجره ومباعدته والتحذير منه حتى يعلن بالتوبة كما أعلن بالظلم والمعصية