لما سبق لهم من الشقاوة قوله ربنا غلبت علينا شقوتنا وقرىء شقاوتنا أي غلب علينا الشقاوة التى كتبت علينا قوله ألم ترأنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا يعني تزعجهم ازعاجا وتغريهم اغراء قوله وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فأعميناهم فهم لا يبصرون قوله فانكم وما تعبدون يعني الاصنام ما أنتم عليه أي مع ذلك او على الله بفاتنين بمضلين الا من هو صال الجحيم أي الا من هو في علم الله وارادته أنه سيدخل النار .
وقوله فألهمها فجورها وتقواها يعني جعل في النفس الفجور والتقوى بخذلانه اياها للفجور وتوفيقه اياها للتقوى وقوله وأما من بخل بالنفقة في الخير واستغنى عن ربه ولم يرغب في ثوابه وكذب بالحسنى بالخلف وقيل بالجنة وقيل بلا اله الا الله فسنيسره في الدنيا للعسرى اي للخلة العسرى أي العمل بما لا يرضى الله حتى يستوجب به النار وكأنه قال نخذله ونؤديه الى الامر العسير وهو العذاب وقيل العسرى اسم جهنم .
الفصل الخامس عشر في الاحاديث التي وردت في هذا المعنى .
عن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله كتب الله تعالى مقادير الخلائق كلها قبل ان يخلق السموات والارض بخمسين الف سنة حديث صحيح وعن ابي هريرة قال قال رسول الله احتج آدم وموسى فقال موسى يا آدم انت أبونا وأخرجتنا من الجنة فقال آدم يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك التورية بيده تلومني على امر قدره علي قبل ان يخلقني باربعين سنة فحج آدم موسى حديث متفق على صحته عن انس عن