كيف نسلم كونه كمالا للرب تعالى وأن عدمه نقصان وهل ذلك كله إلا خبط في عشواء .
قلنا أما النقض فمندفع إذ المحصلون لم يمنعوا من إثباتها له لكن بشرط انتفاء الاسباب المقترنة بها في الشاهد الموجبة للحدث والتجسيم ونحو ذلك مما لا يجوز على الله تعالى كما جوزوا عليه الإدراك والسمع والبصر لكن لم يتجاسر على إطلاقها في حق البارى تعالى لعدم ورود السمع بها والحاصل أنه مهما ثبت من الكمالات شاهدا فلا مانع من القول بإثباتها غائبا مع هذا الإشتراط وأما من فرق بين كمال وكمال من أهل الحق فلعله لم ير ما نفاة مما يتم إلا بأمور موجبة للحدث والافتقار كاتصالات ومماسات وتقابلات إلى غير ذلك بخلاف ما أثبته أو أنه مما ليس بكمال في نفسه وذلك مثل ما يتخيل من معنى اللذة والألم والشهوة ونحوه والأغوص إنما هو الأول وهو القول بأن كل ما ثبت كونه كمالا في الشاهد ولم يجر القول بإثباته في حق الغائب إلى نقص أو افتقار فالقول به واجب وإن لم يصح إطلاقه من جهة التلفظ عليه لعدم ورود السمع به .
وأما ما ذكروه من المجانسة فلنا أن نقول بها تارة وننفيها أخرى فإن قلنا بالمجانسة فغاية ما يلزم منه الافتقار إلى المحل المقوم إذ هو المعنى بكون الشئ عرضا وذلك مما لا نأباه إلا أن يقول المقوم للصفة والمخصص بها امر خارج عن ذات واجب الوجود وليس كذلك كما حققناه هذا إن قلنا بالمجانسة .
وإن قلنا بنفيها فلا التفات إلى من قصر فهمه عن درك ما أثبتناه وزعم أنه غير معقول فإنه وإن يكن من جنس صفات البشر فلا يلزم أن لا يكون معقولا وأن لا يمكن