وأما العيسوية منهم فإنهم قالوا سلمنا ظهور المعجزات على يده واقترانها بدعوته لكنه إنما ادعى الرسالة للعرب خاصة لا إلى الأمم كافة فلا بد لبيان عموم دعواه من دليل قاطع ولا سبيل إليه .
والجواب عن كلمات أهل الزيغ عن الصواب .
أما إنكار ظهور القرآن على يده واقترانه بدعوته فمما لا سبيل إليه إلا فى حق من رفع نقاب الحياء عن وجهه وارتكب جحد الضرورة الحاصلة من أخبار التواتر بذلك فإن ما من عصر من الأعصار ولا قطر من الأقطار إلا والناس فيه بأسرهم مطبقون الموافقون والمخالفون على أن ذلك مما لم يظهر إلا على يده ولا صدر إلا من جهته واستقر ذلك فى الأنفس على نحو استقرار العلم بالملوك الماضية والأمم السالفة والبلاد النائية فمن تفوه بإنكاره فقد ظهرت مخازيه وسقطت مكالمته وكان كمن أنكر وجود مكة وبغداد ووجود من اشتهر من هؤلاء العباد ونحو ذلك وبه يندفع تشكيك من شكك على نفى العلم الحاصل بالأخبار الواردة على لسان الجمع الكثير والجم الغفير بأن ما من واحد إلا والكذب فى حقه ممكن وحصول العلم بخبره ممتنع وذلك لا ينتفى عنه بسبب انظمامه إلى من هو مثله فى الرتبة ولا حاجة إلى الإطناب .
وأما جواز الإعجاز من جهة القراءة والمقروء فتهويل لا حاصل له فإنا لا نقول