ذلك منه قبيحا وهو محال لكنه واقع فإذا ما هو الاعتذار ههنا للخصم هو الاعتذار بعينه لنا في محز الخلاف .
وأما ما ذكروه من تعذر الوقوف بالعقول على صدق الرسول فتصريح بتعجيز الله تعالى عن تصديق من اصطفاه ونبأه واتخذه وسيلة إلى إصلاح نظام الخلق بالإرشاد إلى السبيل الحق كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا بل من له الخلق والأمر وله التصرف فى عباده بالبذل والمنع والشطر والجمع كما كان قادرا على تعريف الخلائق بنفس ربوبيته والتصديق بإلهيته قادر على أن يعرفهم صدق من اصطفاه واجتباه لحمل أمانته إما بأن يخلق لهم علما ضروريا بذلك أو بالإخبار عن كونه رسولا كما قال تعالى فى حق آدم للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة ولا يلزم من تصور الخطاب من المرسل الاستغناء عن الرسول فإن ذلك حجر وتحكم على الحاكم فى مملكته وهو خلاف المعقول بل لله تعالى أن يصطفى من عباده الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس .
وقد يكون التعريف للصدق بإظهار المعجزات على يد مدعى النبوات على وجه تدين له العقول السليمة بالإذعان والقبول وذلك أنه إذا قال أنا رسول وآية صدقى في قولى إتيانى بما لا تستطيعون الإتيان بمثله ولو كان بعضكم لبعض ظهيرا من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وشق البحر وقلب العصا حية وغير ذلك من الآيات فإذا ما ظهر ذلك على يده مقارنا لدعوته قطع كل عقل سليم ولب مستقيم بتصدقيه فى قوله وتحقيقه وأذعن إلى اتباعه وتقليده إذ العقل الصريح يقضى بأن ظهور الخارق للعادة مقارنا لدعوته وعجز الناس عن معارضته مع توفر دواعيهم على