حياة البدن عند مقارنتها والفوات عند فواتها إذ هو مخالف للظواهر الواردة به ولا هو للبدن على هيئته إذ هو مخالف للحس والعيان وذلك محال .
وإنكار الصراط والميزان وخلق الجنة والنار في الآن بناء على إنكار حصول الفائدة فمأخوذ من أصولهم الفاسدة في وجوب الغرض في أفعال الله تعالى وقد أبطلناه ثم ولو قدر ذلك فلعل له فيه لطفا وصلاحا لا تقف العقول عليه ولا تهتدى الأذهان إليه بل البارى تعالى هو المستأثر بعلمه وحده لا يعلم تأويله غيره ثم كيف ينكر جواز العبور على الصراط والمشى عليه مع أن ذلك بالنسبة إلى مقدورات الله تعالى وخلق السموات والأرض وما فيهن والمشى في الهواء والوقوف على الماء وشق البحر وقلب العصا حية وغير ذلك من المعجزات والأمور الخارقة للعادات أيسر وأسهل فغير بعيد أن يخلق الله تعالى القدرة على ذلك لما أطاعه ولا يخلقها لمن عصاه .
وأما الوزن بالميزان فإنه يحتمل أن يكون للصحف المشتملة على الحسنات والسيئات المكتوب فيها أفعال العبد من خيره وشره ونفعه وضره ويخلق الله تعالى فيها ثقلا