أما قصة أبى جهل فلا احتجاج بها فإن ما كلفه به ممكن في نفسه ومتمكن منه بكونه مقدورا له فلم يكن ما أوجبناه من التمكين غير واقع ولا متصور .
والجواب .
إننا لا ننكر كون البارى تعالى حكيما وذلك بتحقق ما يتقنه من صنعته ويخلقه على وفق علمه به وبإرادته لا بأن يكون له فيما يفعله غرض ومقصود والعبث إنما يكون لازما له بانتفاء الغرض عنه أن لو كان قابلا للفوائد والاغراض وإلا فتسميته غرضا عن طريق التوسع والمجاز هو غير ممكن كمن يصف الرياح في هبوبها والمياه عند خريرها والنار عند زئيرها بكونها عابثة إذ لا غرض لها ولا غاية تستند إليها ولا يخفى ما في ذلك من التحجير بوضع ما أصل له في الوضع .
وأما تقبيح صدوره من البارى تعالى فمبنى على فاسد أصلهم في التحسين والتقبيح والرد عليهم في ذلك يستدعى تقرير المذهب من الجانبين وتمهيد القاعدة من كلا الطرفين فنقول .
معتقد المعتزلة أن الحسن والقبح للحسن والقبيح صفات ذاتيات ووافقهم على ذلك الفلاسفة ومنكروا النبوات ثم اختلف هؤلاء في مدارك الإدراك لذلك فقالت المعتزلة