وإن قيل برجوعه إلى المخلوق من صلاح أو نفع فأى فائدة في خلق ما في العالم من الجمادات والعناصر والمعدنيات وغير ذلك من أنواع النباتات مع أنها لا تجد بذلك لذة ولا ألما ولا فرق لها بين كونها وأن لا كونها بل وأى فائدة لنوع الحيوان في ذلك أو لتكليف نوع الإنسان مع ما يجد فيه من الآلام والأوصاب والمشاق والأوجاع وكل ما تجد النفس من تحلمه حرجا .
وكل عاقل إذا راجع نفسه بين الوجود وأن لا وجود فإنه يود لو أنه لم يكن موجودا لما أعد له في الأولى والعقبى ولهذا نقل عن الأنبياء المرسلين والأولياء الصالحين التكره لذلك والتبرم به حتى إن بعضهم قال يا ليتنى كنت نسيا منسيا وقال آخر يا ليتنى لم تلدنى أمى وقال آخر يا ليتنى لم أك شيئا .
بل وأى نفع وصلاح للعبد في خلوده في الجحيم وإقامته في العذاب الأليم وكذا اى مصلحة في انظار إبليس وإضلاله وإماتة الأنبياء مع هدايتهم وهل من زعم ان في ذلك صلاحا أو نفعا إلا خارقا لحجاب الهيبة بارتكاب جحد الضروة .
ثم الذى يقطع دابر هذا الخيال ودفع هذا الإشكال إبداء ما وقع من أفعال الله تعالى