فانظر إلى هاتين الطائفتين كيف التزم بعضهم التعطيل خوف التجسيم والتزم بعضهم بعضهم التجسيم خوف التعطيل ولسان الحال ينشد على لسان الفريقين ويعبر عن حال الجمعين وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ .
نعم لو قيل إن كلامه بحروف وأصوات لا كحروفنا وأصواتنا كما أن ذاته وصفاته ليست كذاتنا وصفاتنا كما قال بعض السلف فالحق أن ذلك غير مستبعد عقلا لكنه مما لم يدل الدليل القاطع على إثباته من جهة المعقول أو من جهة المنقول فالقول به تحكم غير مقبول .
وعند ظهور الحقائق وانكشاف الدقائق فلا مبالاة بتلويق المتحذلق المتعمق الذي لا تحصيل لديه ولا معول في تحقيق الحقائق عليه إذ هو في حيز الجهال وداخل في زمرة أهل الضلال .
وإذا ثبتت الصفة الكلامية فهي متحدة لا كثرة فيها وما أشرنا إليه في إثبات وحدة الإرادة والعلم من المزيف والمختار والاعتراض والانفصال فهو بعينه يتجه ههنا لكن ربما زاد الخصم ههنا تشكيكا وخيالا وهو قوله ما ذكرتموه وإن دل على عدم لزوم صفات خارجة فالقول بإثبات أصل الكلام مفض إليها أيضا وذلك أن من