@ 103 @ | | قال الواسطي في قوله : ^ ( ويختص برحمته من يشاء ) ^ من تجلى له بأحوال ليس كمن | تجلى بحال واحدة لذلك يختص برحمته من يشاء ، قال : لما أن شاهدوا البرهان وعاينوا | الفرقان ؛ فزعوا من صفاتهم إلى صفاته ، ومن فعلهم إلى فضله فسكنوا إلى سبق | حسناته ، حيث يقول ! 2 < إن الذين سبقت لهم منا الحسنى > 2 ! . | | وقال أبو سعيد في هذه الآية : إن الرحمة ها هنا فهم معاني السماع بالسمع الحقيقي ، | وهو الذي خص به الحق خواص السادة من عباده . | | قوله تعالى : ! 2 < كونوا ربانيين > 2 ! [ الآية : 79 ] . | | قال الواسطي : يملكون الأشياء ولا يملكهم شيء . | | وقيل : كونوا ربانيين علماء بالله حكماء بين عباده . | | وقال ابن عطاء : عاينوا أوقات ترتيبكم لتتخلصوا من هذه الآفات كلها . | | وقال جعفر في قوله : ! 2 < كونوا ربانيين > 2 ! قال : مستمعين بسمع القلوب وناظرين | بأعين الغيوب . | | قال ابن عطاء : أخرجهم بهذا الخطاب عما خاطبهم به من العبودية . | | قال الواسطي رحمة الله عليه : عاينوا أوقات ترتيبكم وتقديركم قبل آدم ومحمد صلى الله عليه وسلم | والإنتساب إلى آدم ، والإفتخار بمحمد صلى الله عليه وسلم ليس كالإفتخار بمن قدسك في الأزل . | | وقال أيضاً : ! 2 < كونوا ربانيين > 2 ! قال : كونوا كأبي بكر رضي الله عنه إذ ورد عليه | فوادح الأمور لا يؤثر على سره حين قال للنبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر : ' دع مناشدتك مع ربك | فإنه ينجز لك ما وعدك ' . | | وقال أيضاً في هذه الآية : أمر إبراهيم صلى الله عليه وسلم بالإستسلام ، وأمر محمداً صلى الله عليه وسلم بالعلم | فقال : ! 2 < فاعلم > 2 ! ، فالإستسلام إظهار العبودية والعلم به والتوسل إلى الأزلية |