@ 345 @ | | سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله بن شاذان يقول : سمعت ابن عطاء يقول في | قوله : ! 2 < وإنك لعلى خلق عظيم > 2 ! الخلق العظيم أن لا يكون له اختيار ويكون تحت | الحكم والصفح والعفو مع فناء النفس وفناء المألوفات . | | قال أبو سعيد القرشي : العظيم هو الله ومن اخلاقه الجود والكرم والصفح والعفو | والإحسان الا ترى إلى ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ' إن لله مائة وبضعة عشر خلقا | من أتى بواحد منها دخل الجنة ' فتخلق بأخلاق سيده فوجب الثناء عليه بقوله : ! 2 < وإنك لعلى خلق عظيم > 2 ! . | | وقال أبو سعيد : عظمه حيث زينه به . | | وقال الحسين : عظم خلقك حيث لم ترض بالأخلاق وسرت ولم تسكن إلى النعوت | حتى وصلت إلى الذات ثم فنيت عن الذات بالذات حتى وصلت إلى حقيقة الذات ، | ومن فنى بالفناء عن الفناء كان القائم عنه غيره بالبقاء . | | وقال الحسين : كيف لا يكون سره عظيما وقد حلى الله سره بأنوار اخلاقه وحق له | لمن وفقت له المباشرة الثالثة أن يكون مفضلا في خلقه . | | قال الواسطي : لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم بالحجاز حجبه بها عن اللذات والشهوات وألقاه في | الغربة والجفوة فلما صفاه بذلك عن دنس الأخلاق قال : ! 2 < وإنك لعلى خلق عظيم > 2 ! . | | قوله تعالى : ! 2 < إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم > 2 ! [ الآية : 34 ] . | | قال جعفر : من اتقى الذنوب كان مأواه الجنة ومن اتقى الله كشف عنه الغطاء | والحجب حتى يشاهد الحق في جميع الأحوال . | | قوله تعالى : ! 2 < يوم يكشف عن ساق > 2 ! [ الآية : 42 ] . | | قال جعفر : عن الأهوال والشدائد والصراط والحساب وعبدي المؤمن الذي سبقت له | عنايتي ورحمتي سالم من تلك الأهوال والشدائد ولا يكون له علم بشدائدها واهوالها | وكل ما سبقت له من الله تعالى العناية يسجد بين يديه مفتقرا ومن سبق له من الله | العدل لا يقدر أن يسجد وظهره كالحجر لا يلين بسجود رب العالمين . | | وقال أيضا : إذا التقى الولي مع الولي انكشف عنه الشدائد . | | قوله تعالى : ! 2 < سنستدرجهم من حيث لا يعلمون > 2 ! [ الآية : 44 ] . | | قال القتاد : لم يعاقبهم في وقت مخالفتهم فيستيقظوا بل امهلناهم ومددناهم في |