@ 320 @ | | سئل الواسطي : متى ينجو العبد من شح نفسه ؟ قال : لو أتى بإخلاص الكليم وأدب | الخليل وخلق الحبيب ثم كان لسره على سره أثرا ولشيء على قلبه خطرا كان محروما | في وقته ومرتبطا بحظه . | | قال محمد بن الفضل : ما شح أحد إلا ظلم غيره وطلب ما ليس له . | | وقال بعضهم : الشح متابعة الطبع والإيثار مخالفة النفس . | | قوله تعالى : ! 2 < لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون > 2 ! | [ الآية : 13 ] . | | إن في ترك الدنيا مشاهدة الآخرة وفي مشاهدة الآخرة رفض الدنيا كما أن في | مشاهدة الفاسد وحضوره زوال عزة النفس وفي مطالعة صفات الله سقوط صفات العبد | وملاحظة الحق لا يقارنها حب الدنيا ولا عزة النفس ولا رؤية الأفعال ولا رؤية الصفات | فما دامت للشواهد والأعراض على سره أثر لم يفقه الا ترى الله يقول : ! 2 < لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله > 2 ! . والحق إذا تجلى لقلب عبد ذهبت عنه اخطار الأكوان | وأهلها . | | قوله تعالى : ! 2 < تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى > 2 ! [ الآية : 14 ] . | | قال سهل : أهل الحق مجتمعين أبدا موافقين وإن تفرقوا بالأبدان وتباينوا بالظواهر | وأهل الباطل متفرقين أبدا وإن اجتمعوا بالابدان وتوافقوا بالظواهر لأن الله عز وجل | يقول : ! 2 < تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى > 2 ! . | | قال الصادق : اتقوا مخالفتي ثم اتقوا مفارقتي . | | وقال بعضهم : قلوب أهل الحق قلوب مجتمعة لموافقة الحقائق وقلوب أهل الباطل | متفرقة لمخالفة الباطل . | | قوله تعالى : ! 2 < يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد > 2 ! [ الآية : 18 ] . | | قال أبو عثمان : من نظر لغده احسن مراعاة يومه ومن غفل عن غده أهمل أوقاته | وساعاته أولئك هم الخاسرون . | | قال بعضهم : أهل التقوى شغلهم بغدهم وبخاتمتهم ونهايتهم وأهل الحقائق شغلهم | بأسهم وسابقتهم وبدايتهم وما جرى عليهم في الأزل وكل منهم على وتيرة صحيحة | وطريقة مستقيمة والمغبون من اغفل هاتين الدرجتين . |