@ 258 @ | وكانوا أهلها إذ سماهم الله بها وأيضا وكانوا أحق بها ممن تركها كفرا بها واستغناء عنها ، | وأيضا كانوا أهلها لأن الله بعثهم لها يحيوا عليها ويموتوا عليها . | | قال القاسم : من ألزم كلمة التقوى وهم الصالحون لأن الله خلقهم للملازمة لا | يجاوزون حدود الأمر إلى ما وصف لهم من الكرامات عليها لما رأوا في أنفسهم من | التقصير في التقوى ورعاية حقائقه . | | قال بعضهم : في هذه الآية لا يكون الرجل من أهل الله حتى يكون فيه ثلاث خصال | الفرار من كل شيء إلى الله والسكون في كل شيء مع الله والرضا بكل شيء عن الله . | | قال الواسطي رحمة الله عليه : كلمة التقوى صيانة النفس عن المطامع ظاهرا وباطنا . | | قال سهل : خير الناس المسلمون وخير المسلمين المؤمنون وخير المؤمنين العلماء وخير | العلماء الخائفون وخير الخائفين المخلصون وخير المخلصين المتقون الذي وصلوا | إخلاصهم وتقواهم بالموت وهم أصحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : ! 2 < وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها > 2 ! . | | قوله تعالى : ! 2 < لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله > 2 ! [ الآية : 27 ] . | | سئل سهل بن عبد الله رحمة الله عليه : ما هذا الاستثناء من الله ؟ قال : تأكيدا في | الافتقار إليه وتأديبا لعباده في كل حال ووقت وتنبيها أن الحق إذا استثنى مع كمال علمه | أن أحدا لا يجوز له الحكم من غير استثناء مع قصور علمه . | | قوله عز وعلا : ! 2 < هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق > 2 ! [ الآية : 28 ] . | | قال القاسم : أرسل رسوله وعظم حرمته بإضافته إلى نفسه ممن لم يعظم من عظمه | الله فهو لقلة معرفته بعظمة الله أرسله مبينا للشريعة مبينا لأحكامه داعيا إليه وجعل | طاعته لم ينفصل عن الرسول عن الحق في الإيجاب والنفي والبلاغ والمشاهدة ولم | يتصل به من حيث الحقيقة . | | قول عز وعلا ! 2 < محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار > 2 ! [ الآية : 29 ] . | | قال ابن عطاء : وصف محمدا صلى الله عليه وسلم بأنه رسول والرسول لا يكون إلا أمينا مأمونا | ظاهرا وباطنا سرا وعلنا ووصف الصحابة الذين معه بأوصاف ثمانية وهي أحوال خصت | بها الخواص من أصحابه وهو حال البقاء واللقاء والحمد والوفاء والصدق والحياء | والصحبة والرضاء فخص أبا بكر منها بأحوال وهي حالة اللقاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ' إن |