@ 186 @ | | سئل الجنيد رحمة الله عليه من العبد ؟ فقال الذي يكون مطروحا عند ربه كالميت في | يد الغاسل لا يكون له تدبير ولا حركة وإنما تدبيره ما يدبر فيه وحركته كما يحرك . | | قال بعضهم : العبد الذي لا يرى لنفسه ملكا ولا حكما بل الاملاك وما دارت عليه | الأفلاك لسيده وعلامة صدق العبودية إظهار وسم العبودية فيه وهو الانكسار والتذلل | والاستكانة والخضوع . | | وسئل أبو حفص من العبد ؟ قال من يرى نفسه مأمورا لا آمرا . | | قال عبد العزيز المكي : الأواب : الذي لا يطيع طاعة ولا يفعل خيرا إلا استغفر منها . | سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا القاسم المصري يقول عن ابن عطاء في | قوله ! 2 < أواب > 2 ! . | | قال سريع الرجوع إلى ربه في كل نازلة تنزل به والأواب الراجع إليه الذي لا يستغنى | بغيره ولا يستعين بسواه . | | قوله عز وجل : ! 2 < ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق > 2 ! [ الآية : 33 ] . | | قال أبو سعيد القرشي من غار لله وتحرك له فإن الله يشكر له ذلك الا ترى سليمان | لما شغلته الافراس عن الصلوات حتى توارت الشمس بالحجاب قال : ردوها علي فطفق | مسحا بالسوق والاعناق . | | وقيل : إنه كان عشرون ألف فرس منقش ذوات أجنحة اخرجتهم الشياطين من البحر | فشكر الله له صنيعه فقال فسخرنا له الريح ابدله مركبا اهنى منهم وانعم . | | قال بعضهم : قالت النملة لسليمان عليه السلام تدري لم سخر لك الريح من جميع | المملكة فقال لا قالت إنما فعل ذلك لتعتبروا لحكم أن جميع ما اعطيتك زواله كزوال | الريح فلا تغتر به . | | قوله عز وعلا : ^ ( رب هب لي ملكا لا ينبغي ) ^ [ الآية : 35 ] . | | أي المعرفة بك حتى لا أرى معك غيرك ولا تشغلني بكثرة عروض الدنيا عنك . | | قال سهل : الهم الله عز وجل سليمان أن يسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده ليقصم | به الجبابرة والكفرة الذين يخالفون ربهم ويدعون لأنفسهم قدرة وقوة من الجن والإنس | فوقع من سليمان السؤال على اختيار الله له لا على اختياره لنفسه فقال حينئذ هب لي |