@ 178 @ | | قال أبو سعيد الخراز : إني ذاهب إلى ربي لما فنى الموجود وانقطعت القدرة وثبت | المشهود بلا شاهد قال : إني ذاهب إلى ربي . | | قال الجنيد - رحمة الله عليه - : قوله ! 2 < إني ذاهب إلى ربي > 2 ! قال : كأنه نودي كيف | تطلب الهداية وانت تتبع نداء الهيبة بداء السؤال كقولك ! 2 < رب هب لي من الصالحين > 2 ! | ثم أمر بذبح ابنه ليخلو سره لربه لأنه سأل الهدى والهداية ، وخلو السر مما سوى الحق ، | فإذا آل الحق إليه وقف السؤال والالتفات والوسائط حتى تم له مقام الهداية . | | قوله تعالى : ! 2 < فلما بلغ معه السعي > 2 ! [ الآية : 102 ] . | | قال ابن عطاء : لما بلغ في الطاعة سعيه وقام بحقوق الله حسب ما رضى الخليل | وقرت عينه بقيامه لحقوق مولاه وآنس الخليل به وفرح بمكانه قيل له اذبحه فإنه لا | يصلح للخليل أن يعرج على شيء دون خليله ولا يفرح بسواه فابتلى بذبحه ثم اسلم | وقام مقام الاستقامة واتبع الأمر فداه بذبح عظيم . | | قوله عز وعلا : ! 2 < إني أرى في المنام أني أذبحك > 2 ! [ الآية : 102 ] . | | قال بعضهم : القربان ما تقرب به العبد إلى ربه والتقرب غير القرب فإن التقرب | للعابدين والقرب للعارفين . | | سمعت منصور بن عبد الله يقول سمعت جعفر بن محمد يقول : سمعت الجنيد - | رحمة الله عليه - يقول في قصة إبراهيم لما أمر بذبح ابنه حيث يقول : ! 2 < إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى > 2 ! اتعزم على الصبر فيما حل من البلاء وإبراهيم عليه | السلام خلا من مساكنة الاشتقاق الذي نشأ من صفة الطبع الذي لا يمكن النفوس | مباينته في حين مسوس البلاء فتلقى ذلك بالاستبشار وحسن اللقاء بنفس قد برئت من | وجود ما ابتليت به قد فارق الرحمة التي لولا التمسك بالعصمة لجمت النفس على | مسألة صرف البلاء . | | قال الواسطي - رحمة الله عليه - : نقل الله جل وعلا إبراهيم صلى الله عليه وسلم من حال البشرية | إلى غيرها وهو انه لما امتحنه بذبح ابنه أراد أن يزيل عن سره محبة غيره وتثبيتا في | محبته لأن وجود محبة الله في قلب إبراهيم مع رحمة الولد محال فنظر إلى اقرب | الأشياء من قلبه ووحدانية الأقرب فأمر بذبحه وليس المبتغى منه تحصيل الذبح إنما هو | اخلاء السر منه وترك عادة الطبيعة وحيث نودي وفديناه بذبح عظيم إني قد حصلت ما |