@ 152 @ | دينك معه يا لكع أين أنت من قوله تعالى : ! 2 < إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها > 2 ! ألم يهمك إذن الأمانة التي حملتها | حتى اختلت ، تنظر في عطفيك ، وتتبختر في مشيتك ، هيهات هيهات ما ابعدك عند | طريق المتقين واجهلك بسيرة المؤمنين . | | قال أبو بكر بن طاهر : إن الإمانة عرضت على السموات والأرض فأبوا حملها | وأشفقوا من ذلك وهربوا منها فلما عرضت على آدم قال : احمل هذه الأمانة بقوتي | ونفسي أم بالحق ؟ فقيل : بل من يحملها يحملها بنا فإن ما منا لا يحمل إلا بنا ، فحملها | آدم . | | قوله تعالى : ! 2 < إنه كان ظلوما جهولا > 2 ! [ الآية : 72 ] . | | قال : ظلوما حيث ظن أن أحدا يحمل بنفسه شيئا ، جهولا بعظيم قدر الأمانة وأن | أحدا يطيق إتمامها بنفسه دون توفيق ربه . | | قال أبو عثمان : الامانات شتى على النفس أمانة وعلى القلب أمانة وعلى السر أمانة | وعلى الفؤاد أمانة وعلى الروح أمانة وفي العينين أمانة وفي اللسان أمانة وعلى السمع | أمانة وعلى الرجلين أمانة وعلى اليدين أمانة فمن لم يراع أمانة الله عليه عنده ضيع | اوقاته وخاب سعيه . | | قال الجنيد رحمة الله عليه : إن الله لما عرض على السماوات والأرض والجبال فأبوا | حملها وعرضت على آدم فقبلها فأبوا حين ظنوا انهم بإياهم يحملون ، وحملها آدم حين | علم انه به يحملها لا بنفسه . | | وقال أيضا : نظر آدم إلى عرض الحق فأنساه لذة العرض ثقل الأمانة وشدتها فحمل | بالعرض من غير النظر إلى الأمانة . | | وقال أيضا : اشفقت السماوات والأرض عن حمل الأمانة لعظم خطرها وسهل على | آدم قبولها وحملها قوله : ! 2 < عرضنا > 2 ! فتخصيص العرض حسر آدم على حمل الأمانة . | | وقال : لو كانت مثل الأمانة ألوف امانات حملتها بعد أن يكون عن عرضك حملها . | | وقال : في قوله : ! 2 < ظلوما جهولا > 2 ! ظلوما لنفسه جهولا بعاقبته . | | قال ابن عطاء : ظلم نفسه حيث لم يشفق مما أشفق منه السماوات والأرض . |