@ 146 @ | مشاهده فيراه بقلبه قريبا منه فيستحي منه ثم يؤثره على نفسه وعلى كل شيء من جميع | أحواله . | وسئل سهل : ما الذكر ؟ قال : الطاعة . قلت : وما الطاعة ؟ قال : الإخلاص . قلت : | وما الإخلاص ؟ قال : المشاهدة . قلت : وما المشاهدة ؟ قال : العبودية . قلت : وما | العبودية ؟ قال الرضا . قلت : وما الرضا ؟ قال : الافتقار . قلت : وما الافتقار ؟ قال : | التضرع والالتجاء سلم سلم إلى الممات . | | وقال بعضهم : الخشوع استحقار الكبر وجميع الصفات تحت هيبة الحق . | | قال بعضهم : الصابر هو الحابس نفسه عند أوامره والخاشع هو المتذلل والخاضع له | والمتصدق الباذل نفسه وروحه وملكه في رضا مالكه والصائم الممسك عن كل ما لا | يرضاه الله والحافظ فرجه الراعي لحقوق الله عليه في نفسه وقلبه والذاكر لله الناسي كل | ما سواه أوجب الله على نفسه لمن هذه صفته ستر الذنوب عليه ومغفرتها له وأجرا | عظيما وثوابا له وهو رضا الله ورؤيته . | | قال ابن عطاء رحمة الله عليه : إن الذين اسلموا وانقادوا وآمنوا وصدقوا وخشعوا | ودعوا الله على الإخلاص وصدقوا الله في وعده ووفوا له بما وعدوه من أنفسهم | وصبروا في البأساء والضراء وخشعوا وخضعوا وانقادوا وتصدقوا وخرجوا عن جميع | ما ملكوا وأمسكوا عن المخالفات وحفظوا فروجهم ورعوا أسرارهم عن نزغات الشيطان | وذكروا الله ولم ينسوه في جميع الأحوال اعد الله لهم الرضوان والرضا والتمكين | والمشاهدة واللقاء . | | وقال الحسين : الصادق الظاهر له القدرة يظل عند ربه ويطعمه من نوره ويسقيه | شرابا طهورا أولئك الأقوياء الذين لا يحتاجون إلى الطعام ولا الشراب ولا يموتون . | | قال الشبلي : الصادق من يكون مواصلا للأحزان وقلبه منفرد بالرحمن . | | قال مطرف القرميسي : الصوم ثلاثة ، صوم الروح بقصر الأمل وصوم العقل بمخالفة | الهوى وصوم الجسد بالإمساك عن الطعام . | | وقال أبو سعيد الخراز : الصبر اسم لمعان ظاهرة وباطنة فأما الظاهرة فهي ثلاثة : | الصبر على أداء الفرائض واجتناب عما نهى الله عنه والصبر على النوافل وعلى قبول | الحق . وأما الباطنة فالصبر معه والصبر فيه والصبر منه . |