@ 134 @ | قال أبو سعيد الخراز : كلام الحكماء لا ينقطع من عيون الحكمة كما أن ماء العيون لا | ينقطع عن عينه لأن حكمة الحكيم تلقين من رب العالمين ومن خزائنه وخزائنه لا تنفد ، | ألا تراه يقول : ^ ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة | ابحر ما نفدت كلمات الله ) ^ . | | وقال الجنيد ورحمة الله عليه : كيف لا تحب سيدك وما انفككت من تواتر نعمه قط | ولا تنفك ألا تراه يقول : ^ ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده | سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله ) ^ . وهي الكلمات التي اختارك بها في الأزل وأيدك | ودعاك في الوقت ويوصلك بها إلى السعادة في الأجل . | | قوله تعالى : ! 2 < إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور > 2 ! [ الآية : 31 ] . | | قال أبو بكر : الصبار الذي لا يغيره تواتر النعم والبلايا عليه ولا يورثه ذلك جزعا | ولا شكوى . | | وقال أبو عثمان : الصبار الذي عود نفسه النجوم على المكاره . | | قال بعضهم : الصبار الشكور هم الفقراء الصادقون لأن ظاهرهم ظاهر الصبر وهم | في الباطن مع الحق في مقام الشكر . | | قال ابن عطاء رحمة الله عليه : الشكور الذي يكون شكره على البلاء كشكر غيره | على النعماء . | | قوله تعالى : ! 2 < وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور > 2 ! [ الآية : 32 ] . | | قال القاسم : أشار إلى الاسامي القديمة أوجبت الأفعال المحدثة مع انه لم يزل | عرفهم بأسمائهم وأفعالهم لأنه يقول : ! 2 < والله يعلم متقلبكم ومثواكم > 2 ! . وقوله : ! 2 < وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار > 2 ! . | | قوله تعالى : ! 2 < فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور > 2 ! [ الآية : 33 ] . | | قال بعضهم : من اعتمد على غيره فهو في غرور لأن الغرور ما لا يدوم ولا يدوم | شيء سواه وهو الدائم لم يزل ولا يزال وعطاؤه وفضله دائمان فلا تعتمد إلا من يدوم | عليك منه الفضل والعطاء في كل نفس وحين وأوان وزمان . |