@ 121 @ | | وقال ابن عطاء رحمة الله عليه : المجاهدة هي صدق الافتقار إلى الله بالانقطاع عن | كل ما سواه . | | قال النهرجوري : والذين جاهدوا في خدمتنا لنفتحن عليهم سبل المناجاة معنا | والأنس بنا والمشاهدة لنا ومن لم يكن أوائل أحواله المجاهدة كانت أيامه وأوقاته | موصولة بالتواني والأماني ويكون حظه البعد من حيث تأمل القرب . | | وقال عبد الله بن المبارك : المجاهدة علم آداب الخدمة لا المداومة عليها وأدب الخدمة | اعز من الخدمة . | | قال بعضهم : الجهد في غض البصر وحفظ اللسان وخطرات القلوب وجملة ذلك | هو الخروج من عادات البشرية . | | وقيل في قوله : ! 2 < والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا > 2 ! [ الآية : 69 ] . | | قال القيم : كل مجاهدة في الله كانت قبل الإيمان فهي حقيقة وكل مجاهدة بعد | الإيمان بالله فهي باطلة . | | قوله تعالى : ! 2 < لنهدينهم سبلنا > 2 ! أي : بينا لهم انه ليس بالإيمان والمجاهدات يتقرب | إلى الله به بطلب سبيل المجاهدة . وقوله : ! 2 < لنهدينهم > 2 ! انه من الله كله لا من العبد لأن | المجاهدة هو الذي اجرى عليهم قبله سئل السياري المجاهدة من العبد إلى الله أو من الله | إلى العبد ؟ قال : ما من شيء إلا والله موجدة قال الله : ! 2 < والله خلقكم وما تعملون > 2 ! | أي أوجدكم وأوجد أعمالكم بلا شريك ولا عون فالخلق قائمون بالحق . | | قال ابن عطاء رحمة الله عليه : سر مجرد مسائلة مع الحق بإسقاط الكل عنه . | | قال محمد بن خفيف : كل محتمل لثقل العبودية في اختلاف ما وضع الله من فرض | وفضل فهو داخل في أحوال المجاهدة . | | وقال أيضا : اللبيب من العقلاء من يعمل في تصفية قلبه من كل همه وانفراده | بإصلاح ما هو أولى به في الحال بدوام المجاهدة واستعمال الرياضة وشدة الحراسة | ومفارقة ما كانت النفوس عليها عاكفة لحقيقة المجاهدة لأن الله يقول : ! 2 < والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا > 2 ! . |