@ 104 @ | | سمعت النصرآباذي يقول في قوله : ! 2 < إني لما أنزلت إلي من خير فقير > 2 ! قال : لم يسأل | الكليم الخلق وإنما سؤاله من الحق ، لم يسأل غذاء النفس وإنما سال سكون القلب . | | وقال : يجب أن يكون للإنسان ملجأ يلتجئ إليه وقت فراغه من كمله ثم ينظر بعد | ذلك إلى فعله فمن رأى فعله وعيب تقصيره فهو حسن ، ومن رأى فضل الله عليه أن | أهله لخدمته فهو احسن وفي الجملة رؤية المنة اعظم من رؤية التقصير . | | وقال بعضهم : إنى لما عودتني من جميل الإحسان على الدوام فقير إلى شفقتك | ونظرك بعين الرعاية والكلاية إلى لتردني من وحشة المخالفين إلى أنس الموافقين فورثه | الله تعالى ذكره صحبة شعيب وأولاده عليهم السلام . | | قوله تعالى : ! 2 < فجاءته إحداهما تمشي على استحياء > 2 ! [ الآية : 25 ] . | | قال أبو بكر بن طاهر : إتمام إيمانها وشرف عنصرها وكريم نسبها أتته على استحياء ، | قال النبي صلى الله عليه وسلم : ' الحياء من الإيمان ' . | | قال بعضهم : لفتوتها أتته على استحياء لأنها كانت تدعوه إلى ضيافتها ولم تعلم | ايجيبها أم لا فأتته على استحياء . | | قوله تعالى : إن خير من استأجرت القوى الأمين ) ^ [ الآية : 26 ] . | | قال ابن عطاء رحمة الله عليه : القوى في دينه الأمين في جوارحه . | | قوله تعالى : ^ ( فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله ) ^ [ الآية : 29 ] . | | قال ابن عطاء : لما تم له اجل المحبة ودنا أيام القربة والزلفة وإظهار أنوار النبوة عليه | سار بأهله ليشترك معه في لطائف الصنع . | | قوله تعالى : ^ ( آنس من جانب الطور نارا ) ^ [ الآية : 29 ] . | | قال جعفر : أبصر نارا دلته على الأنوار لأنه رأى النور على هيئة النار ، فلما دنا منها | شملته أنوار القدس واحاط به جلاليب الأنس فخوطب بألف خطاب واستدعى منه | أحسن جواب فصار ملكا شريفا مقربا أعطى ما سأل وأمن مما خاف ، وذلك قوله : | ^ ( آنس من جانب الطور نارا ) ^ . | | قوله تعالى : ^ ( إنى آنست نارا ) ^ [ الآية : 29 ] . | | قال أبو بكر بن طاهر : آنس سره برؤية النار لما كان فيه من عظيم الشأن ، وعلو |