@ 435 @ | | قال جعفر : أنزل الله القرآن موعظة للخائفين ورحمة للمذنبين وللمتقين وأنسا | للمحبين فقال : ! 2 < ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى > 2 ! . | | قوله تعالى : ! 2 < الرحمن على العرش استوى > 2 ! [ الآية : 5 ] . | | قال مالك بن أنس : وقد سئل كيف استوى ؟ | | قال الاستواء غير مجهول ، والكيفية غير معقوله والإيمان به واجب والسؤال عنه | بدعة . | | وقال فارس : ليس على الكون من الله أثر ، ولا على الله من الكون أثر . | | قال ابن عطاء : في قوله : الرحمن على العرش استوى . | | وقال استوى : إظهار القدرة لإمكان الذات . | | قوله تعالى : ! 2 < له ما في السماوات وما في الأرض > 2 ! [ الآية : 6 ] . | | قيل في هذه الآية : له الملك فمن طلب البعض من الكل من غيره أخطأ الطلب | ارجع إليه في جميع مهماتك يكفيك فاطلب منه كل طلباتك يجود بها عليك . | | قوله تعالى : ! 2 < وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى > 2 ! [ الآية : 7 ] . | | قال : السر ما يطالعه العبد ، ولا يطالعه الملك ، ولا الشيطان ولا تحس به النفس ، ولا | شهادة العقل وهو في الأضمار لم تهوه الهمم ، ولا تديره الفطن ، وهي في لباب لب | القلب من حقائق المحض من خطرات الإلهام كشرر النار الكامن في الشجرة الرطبة | حتى تمثله الإرادة والمشيئة ، والأحكام فينتقل في الأحوال فهذا هو السر وما هو أخفى | فما لم يحن ولم يطالع لا يعلمه إلا الله فهو أخفى من الحقائق فإذا ظهر مغلوقه بدأ | عمله . | | وقال الواسطي رحمه الله : السر ما خفي على العباد والذي هو أخفى ما لم يقل له | كن . | | سمعت عبد الله بن حمد السراوي يقول : حدثنا محمد بن منصور الصائغ يقول : | سمعت مردويه الصائغ يقول : سمعت الفضيل بن عياض يقول : في قوله : ! 2 < يعلم السر وأخفى > 2 ! يعلم ما في نفسك وما تعلمه غدا . |