@ 422 @ | | قال الجنيد رحمه الله : سمى يحيى ولم يكن له من قبل سميا لأن يحيى من يحيى | بالطاعة والموافقة ولا يموت بالذنب والمخالفة ، وكل من كان هذا صفته ونعته لم يجز | عليه وسم الخلاف ولا لسان الذم بحال بل كان محمود السيرة من مبدأ أمره إلى منتهاه | لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ' ما أحد من الخلق إلا أخطأ أو هم بخطيئة إلا يحيى بن زكريا | فإنه ما أخطأ ولا هم ' . | | قوله تعالى : ! 2 < وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا > 2 ! [ الآية : 9 ] . | | قال الواسطي : قدرتك من قبل ولم تك موجودا . | | وقال : المقادير صرحت معانيها وكشفت عن أوقاتها . | | وقال في قوله : ! 2 < وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا > 2 ! . | | قال : أنت في حال وجودك كانت في حال عدمك عندنا لا تحدث لنا في عدمك | ووجودك بحاله لم تكن لا للأشياء ثابتة في حالة وجودها ولا هي بانية في عدمها إذ | وجودها وعدمها عند الخلق ، والإثبات لشيء بإزائه . | | قوله تعالى : ! 2 < قال رب أنى يكون لي غلام > 2 ! [ الآية : 8 ] . | | قال جعفر : استقبل النعمة بالشكر قبل حلولها ، أنى يكون لي غلام ، بأي يد ، وبأي | عمل ، وأي طاعة استوجبت منك هذه الإجابة وهذا الفضل والكرم بسابق تفضيلك | ونعمك على عبادك في جميع الأحوال فإن آيست من عملي فلا آيس من فضلك . | | سمعت أبا بكر الرازي يقول : سمعت أبا علي الروذباري يقول : غاية الرجاء في | غاية الإياس وهو قصه زكريا حين قال : ! 2 < أنى يكون لي غلام > 2 ! فولد له مثل يحيى . | | قوله تعالى : ! 2 < يا يحيى خذ الكتاب بقوة > 2 ! [ الآية : 12 ] . | | قال الواسطي رحمه الله : خذه بقوة قلبك وثقة بربك لا بسجود وبكاء وتضرع ، | وهذا دليل أنه أكرم من شاء بغير علة وأهان من شاء بغير علة . |