@ 415 @ | | والبينة هي الكشف عن مراد الحق فيه ، فإذا عرف مراده فيه استراح واطمأن | وسكن ، ومن ذلك أن يبدي له علم مجاري أحكامه قبل أن يجري عليه فإذا جرت | الأحكام عليه يصبر ولا يبت ، كما قال الخضر لموسى صلى الله عليهما ! 2 < وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا > 2 ! [ الآية : 68 ] . | | أي لو أحطت به خبراً لصبرت ولكن ستر عنك محل هذا العلم لموضع التأديب | والتهذيب لذلك قيل إن من عرف علم ما يجري عليه صبر على أحكامه لعلمه بما يراد | منه . | | قال ابن عطاء في هذه الآية : ! 2 < إنك لن تستطيع معي صبرا > 2 ! . | | قال : كره صحبة المخلوقين فآيسه مع صحبته بقوله : ! 2 < إنك لن تستطيع معي صبرا > 2 ! | لعله يفارقه بهذه اللفظة فإن من وجد الله صاحباً استوحش مما سواه . | | وقال بعضهم : قال الخضر لموسى : ! 2 < إنك لن تستطيع معي صبرا > 2 ! ثم لم يصبر معه | الخضر بقوله : ! 2 < هذا فراق بيني وبينك > 2 ! [ الآية : 78 ] . | | ليعلم أنه ليس لولي أن يتفرس في نبي . | | قوله تعالى : ! 2 < ستجدني إن شاء الله صابرا > 2 ! [ الآية : 69 ] . | | قال فارس : موسى استثنى على نفسه بقوله ستجدني إن شاء الله صابراً ولم يستثن | الخضر على موسى بقوله : ! 2 < إنك لن تستطيع معي صبرا > 2 ! . قال لأن علم موسى في | ذلك الوقت علم تكليف واستدلال ، وعلم الخضر علم لدني من غيب إلى غيب . | | وقال أيضاً : إن موسى كان على مقام التأديب ، والخضر قائم مقام الكشف والمشاهدة | لما جعل مؤدباً له . | | قوله عز وجل : ^ ( فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء ) ^ [ الآية : 70 ] . | | سمع أبا عثمان المغربي يقول : ليس للمتبع أن يسأل ، ويبتدئ بالسؤال إذا كان المتبع | من أهل الأشراف ولكنه يتلقى بإشرافه عليه تأديبه له في وقت الأدب ألا ترى كيف قال | الخضر لموسى ^ ( فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء ) ^ . | | قال الحضري : علم الخضر لموسى قصور علمه عن محل سؤال موسى وإنه ألجأ إليه | للتأديب لا للتعليم فقال له : ^ ( فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء ) ^ لأن علمك أعلى |