@ 373 @ | ! 2 < وأوفوا بعهد الله > 2 ! ، وقال : ! 2 < ومن أوفى بعهده من الله > 2 ! فإلى أيهما نظرت فإنك | الأحرى ثم العهود مختلفة في الأقوال عهود ، وفي الأفعال عهود ، وفي الأحوال | عهود ، والصدق مطلوب منك في جميع ذلك ، وهو على العوام عهود ، وعلى الخواص | عهود ، وعلى خواص الخواص عهود . | | فالعهد على العوام لزوم الظاهر ، والعهد على الخواص حفظ السرائر ، والعهد على | خواص الخواص التخلي من الكل لمن له الكل . | | وقال من حمل العهد بنفسه خيف عليه نقضه في أول قدم ، ومن حمله بالحق حفظ | عليه عهوده ومواثيقه . | | قوله عز وجل : ! 2 < ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها > 2 ! [ الآية : 91 ] . | | قال الواسطي : قد تقدمت العهود في الميثاق الأول فمن أقام على وفاء الميثاق فتح له | طريق الحقائق وقتاً بعد وقت ، ومن خاف في الميثاق الأول نفى مع وقته وأغلق دونه | مسالك رشده . | | قوله عز وجل : ! 2 < ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا > 2 ! [ الآية : 95 ] . | | قال الجنيد وسئل من أحسن الخلق : قال من جعل دينه سبباً وطريقاً للإنبساط إلى | الخلق في الإرتفاق منهم . | | قال ابن عطاء : أول عهد عليك من ربك أنه كفاك كل ما تحتاج إليه لئلا ترغب إلى | غيره ، ولا ترجع في المهمات إلا إليه ، فمن ضيع عهده واشترى بما خصه الله تعالى به | من كراماته شيئاً من حطام هذه الفانية وقد نقض عهد الله لأن الله تعالى يقول : ! 2 < إنما عند الله هو خير لكم > 2 ! [ الآية : 95 ] . | | وهو الإعتماد عليه والإكتفاء به دون غيره . | | قوله عز وجل : ! 2 < ما عندكم ينفد وما عند الله باق > 2 ! [ الآية : 96 ] . | | قال بعضهم : ما منكم من الطاعات فإنها فانية ، وما من إليكم من جزاء أعمالكم فهو | باق على الدوام وأنى يقابل ما يفنى بما يبقى . | | قال بعضهم : طاعاتكم مدخولة وجزائي وثوابي على طاعاتكم باقية بقاء الأبد . |